/

 

 

الخطاب القرآني مرجعيّةً للعمل النهضوي

سعد حسن كموني


لماذا الخطاب القرآنيّ مرجعيّةً للعمل النهضوي، عنوان لهذا العمل ؟

قد لا تكون الإجابةُ صعبةً، لما بين العربِ والقرآن الكريم من روابط؛ إلا أنّ الدافع الرئيسيّ لهذا العمل يكمنُ في السؤال عن أسبابِ نجاحِ الدعوةِ المحمّديّةِ في نقلِ العربِ من واقعٍ إلى واقع، وهو سؤالٌ يقتضيه تعثّر العمل النهضويّ المعاصر.

لم يكن الذهابُ إلى تحرّي أسبابِ النجاح، والوقوف عليها يتوخّى تكريرَها في الواقع الرّاهن، فإنّ ذلك يضيّعُ الجهودَ، ويتجاهل سننَ التاريخ؛ بل أرى أنّه ينبغي تَعرُّفُ تلك الأسبابِ، لتشكّلَ معرفةً يؤسَّسُ عليها في اكتشافِ أسباب النجاحِ المرجوّة.

وبما أنّ النصَّ القرآنيّ الكريم، قد انطوى على مرجعيّةِ سلوك الرسول العربيّ، في مواجهةِ مثالبِ قومِه والإنسانيّة، أوفي تعزيز محاسنهم، أخذْتُ على عاتقي أنْ أتنخّلَ في النصِّ بعضَ مستويات الخطاب القرآنيّ، وأعمدُ إلى التعامل معه بالوصفِ والتحليل ليبوحَ بالأسلوب الذي انطوى عليه بوصفه مرجعيّةَ سلوك رسوليّ.

وهنا لا أناقشُ الأفكار النهضويّة السّائدة منذ قرنٍ ونيّف، فأنا لا أفتقدُ الذّكاء فيها، ولا عمقَ التفكير، ولا بُعدَ الرؤية ولا نُبلَ المقاصد، بل تحت تأثيرِ الفشلِ الذريع؛ أفتقدُ أسلوبَ العملِ الدعويّ الملائم لتلك الأفكار والرؤى والمقاصد. وذلك أنّ هذه الأفكار النهضويّة قد رأت في التجاربِ الناجحةِ غرباً وشرقاً، مرجعيّةً للسلوك الدعويّ، الأمر الذي جعلها تصطدمُ بالواقع العربي النفسيّ والثقافيّ والاجتماعيّ. ولا يعني هذا أنّ العربَ لا يقبلون الثقافةَ الوافدةَ، بل يعني ذلك أنّ الأممَ العريقةَ لها خصوصيّتها الثقافيّة، وينبغي أن تراعى تلك الخصوصيّةُ إذ يتمُّ الانفتاحُ على الآخر، ومحالٌ أن يكون هناك تقدّمٌ نهضويّ من دون تلاقح، ولكن محال أيضاً أن يكون التلاقحُ غطاء لاغتصابٍ حضاريٍّ مؤَسَّسٍ على ما يهدّدُ الشخصيّةَ القوميّةَ وخصوصيتها ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )[1].

إذن يأتي هذا العملُ وفي نيّته تأكيدُ المرجعيّةِ القوميّة للعمل النهضويّ العربيّ سواء كانت أفكار العمل عَـلمانيّة، أو إسلاميّةً، أو ماركسيّةً، أو ليبراليّةً، أو غير ذلك؛ فالقرآنُ الكريم حاجةُ كلِّ عربيٍّ في ميادين الحضارة الإنسانيّة المعاصرة، سواء كان هذا العربيُّ مسلماً، متديّناً أو غيرَ متديّن، كتابيّاً، أو ملحداً... وذلك لكونه النصَّ الذي أحدثَ الانقلابَ المنهجيَّ في الحياةِ العربيّةِ منذ مئات السنين كما أسلفنا، وما زال تأثيرُه حتى يومِنا هذا، متمثّلاً في لغتنا، وعاداتنا، وتقاليدِنا، وتعبيراتنا، وإبداعاتنا وقيَمِنا... سواء قبلنا بهذا أو لم نقبلْ؛ لا يمكننا أن ننقلبَ على تعثُّرِنا في مسعانا الانقلابيّ اليوم، بإدارة الظهرِ إليه بحجّةِ تقادمِه؛ لأنّ الانتكاسةَ بعيداً عنه، تسبّبُ ارتداداً خطيراً يحوّلُه إلى صنمٍ نقدّسُ له، ويعمينا عن كونه نصّاً له معنى، وله منهجُه الخاص في معاينة الوقائع والحقائق، وبالتالي يجعلنا على هامش التاريخ.

قد يأتي مَنْ يقولُ إنّ القرآن الكريمَ كتابُ الله إلى الإنسانيّةِ جمعاء، فكيفَ تسِمُهُ بالمرجعيّةِ القوميّة؟

كونُه إلى الإنسانيّةِ جمعاء؛ لا يتناقضُ مع كونِه مرجعيّةً قوميّة، إذْ نلتفتُ إليه تحت تأثير سوء واقعنا القوميّ على كافّةِ المستويات، وبوجْهٍ خاص، المستويات الأخلاقيّة. وأرى من اللازمِ أن يتصدّى المثقّفُ العربيّ لذلك السّوء، بسلوكٍ تتعاضدُ في تشكيله عناصرُ ثلاثة هي:

أوّلا: استيعاب الواقع الرّديء استيعاباً علمياً يقف على كلّ مكوّناته، وظواهره وتناقضاتها، رابطاً بالاستنادِ إلى العلم والمعرفةِ كلَّ ظاهرةٍ بأسبابها الحقيقيّة، وشاملاً كلّ تداعيات الظواهر وتشابكاتها من دون استثناء أو تجاهلٍ، وملامساً كلّ الجذور الحقيقيّة لذلك الواقع السيّء، بهدف الإحاطةِ بها وفهمها فهماً عميقاً يتيحُ التخطيط والتوقّع، كما يتيحُ استنباطَ السنن.

ثانيا: استيعابُ تجارب الأمم الأخرى بتنوّعِها و اختلافِها، وفق المبادئ والأسس التي تتمّ بها معاينة الواقع واستيعابه، وكشفُ سننِها بهدف الاستفادةِ من نجاحاتِها وإخفاقاتِها، واستثمار منجزاتها في تطوير آليّةِ التفكير والبناء.وأن لا يتمّ رفض ما يرفض منها بدافع الكراهيّة والحقد، وأن لا يقبلَ ما يقبلُ منها بتأثير من الشعورِ بالنقص.

ثالثاً: استيعابُ تجاربِ الأمّة، بعيداً عن الانجذابِ الوجدانيّ إلى مباعث الاعتزاز فيها، والتغنّي بها، كي تسلمَ العقولُ من التلعثم والارتباك، إذْ يتطلّبُ الأمرُ تتبّعَ الظواهر بعد تحديدها، ووصفها وصفاً علمياً وجذريّاً وشاملاً، كما أنّه ينبغي أن تستوعبَ تلك التجاربُ الماضيةُ وفي أنفسنا إيمانٌ راسخٌ بأنّه لم يعد بإمكاننا تغييرُ أيّ شيءٍ فيها، فقط يمكن أن نغيّرَ نظرتنا إليها، فلا يكون نقدنا لها نوعاً من المحاسبة، ولا يكون إعجابُنا بها موهِماً بإمكانِ تكريرها.

وإذا ما تعاضدت هذه العناصر الثلاثة، دون تنازلٍ عن أيِّ واحدٍ منها، فإننا نستطيعُ أن نرصدَ سبيل الخلاصِ القوميّ وانبعاث الحياة فيه، من دون تبعيّةٍ للماضي أو الآخر، ومن دون الرضوخِ لراهنيّةِ الواقع، وتأسيساً على ذلك، أرى أنّ الاستنادَ إلى الخطاب القرآنيّ، فيه شيءٌ من الحصانة القوميّة الضروريّة أثناء التعامل مع الماضي والحاضر والآخر، فلا يكون الماضي سيّداً على سلوكنا، ولا يكون الحاضرُ مهيناً لكونه أقصرَ قامةً من الماضي، ولا يكون الآخرُ سبباً لاتّهام قدراتنا أمام إنجازاتِه العظيمة.

فالقرآن الكريم يمثّل تلك الحصانة لكونه النصّ الأعلى في مكوّناتنا الثقافيّة، إلى كونه مقدّساً عندَ أكثر العرب، يحدد علاقتهم بالكون والحياة قبل الموت وبعده، فتنتظم العادات والتقاليد والأعراف على مبعدةٍ أو مقربةٍ منه، فهو المكوّن الأصيل لروائز العربيّ في التعاطي مع الجديد والمستجدّ، لذلك لا يمكنُ أنْ يكونَ القرآنُ الكريم قد شكّلَ منظومتَنا الثقافيّةَ على مدى قرونٍ متتاليّة، غيرَ صالحٍ لأنْ نستندَ إليه في قراءتنا لواقعنا وأمراضه، ولأفكار الآخرين ومناهجِهم، ونحنُ في سبيلِنا إلى بناء أمّةٍ يكونُ لها دورُها الرسوليّ في بناء الحضارةِ الإنسانيّةِ، ومن خلال ذلك، أي من خلال فهمٍ عصريٍّ، يمكن أن يصبحَ العربُ المتحضّرونَ رُسُلَ القرآن إلى العالم.

ومن مقتضياتِ هذا البحث أيضاً، الإحساسُ بأنّ النصّ القرآنيّ، بوصفه نصّاً مرجعيّاً للثقافةِ المنتشرة، في البلادِ العربيّةِ بخاصّةٍ، وفي العالم الإسلاميّ بعامّة، ينطوي على العناصر البنيويّة للمنهجيّة التي كانت علّةَ سيادة هذه الثقافة ردحاً من الزّمن، الأمر الذي يدفعنا باتجاه التعاملِ معه بهدف الوقوفِ على هذه العناصر ما استطعنا؛ لعلّه يُستأنسُ بها في مسيرة العملِ النهضوي العربيّ.

وتجدرُ الإشارةُ هنا إلى أمرٍ بالغ الأهميّة، إذ يحقُ لأحدهم ان يقول لي أفلا ترى في أمتك إلا المسلمين؟ و لا تقبل الآخرين إلا إذا تحوّلوا إلى مرايا لا تعكس إلا صورتك التي تتباهى بها، وتريد الآخرين فيها على شاكلتك؟

قد يكون ذلك السؤالُ مشروعاً، بل هو مشروعٌ فعلاً، فالحال هذه بلا شك هي البيئة المثلى لنموّ النفاق والتكاذب، لذا ينبغي أن يعرف المسيحيّ أنّي مسلمٌ وأضع تصوّراً لمستقبل العلاقات السلوكيّة النهضويّة تأسيساً على كوني مسلماً، وأضعها بين يدي أبناء أمتي على أنّها رؤيةُ مسلم، ولا أعتقدُ أن المسيحيّ سيكونُ مرتاحاً إذا زعمْتُ له أنّ اختلافَ الدين ليس مهمّاً، أو أنّي مستعدّ للتنازلِ عن كثيرٍ من معتقداتي كي أتوافقَ معه؛ وهمّشتُ زوراً وبهتاناً كلّ الفروق والاختلافات، بل ينبغي أن أقدّم رؤيتي كما هي، لكي يعرفني كما أنا !!.

هل أكون قد استثنيتُه من عائدات هذا المشروع؟

بالطبع لست في وارد الاستثناء، ولا في وارد الضم والهضم؛ ولا ينبغي لي، بل كلّ ما يمكن أن أقوله يا أخي المسيحيّ، هذه رؤيتي التي استطعت أن أحصّلَها من القرآن الكريم، فهات رؤيتك التي تحصّلها من الكتابِ المقدّس، من العهدين القديم والجديد، ومن أعمال الرسل، لتكون بين أيدي أبناء الأمّة، نمتاح من أعماقها ما يشفي الغليل، وما تحسبه أنّه القيم العُلا، فلنضعْها معا في سبيل مجتمعٍ حضاريّ متميّز.

وممّا يدفعني أيضاً إلى التعاملِ مع النصِّ القرآنيّ الكريم،ومع بعض مستويات الخطاب فيه، أننا كنّا وما زلنا نرى أنّ الاتجاهاتِ النهضويّة العربيّة المختلفة، تنطوي على وعودٍ كبيرة، وتطلّعاتٍ كثيرة، ولكنّها أصيبت بنكساتٍ كبيرة، سواء كانت النكساتُ مِنْ تصادم هذه الاتجاهات، أو مِنَ الانشقاقاتِ، أو مِنَ الانحرافات، أو مِنْ أوهام القوّة... أو مِنَ الاستهدافات العدوانيّة الاستعماريّة؛ فهي مظاهر متعدّدة لمرضٍ واحد هو التخلّف، فلم يستطع العِلمُ أن يقضيَ على تخلُّفنا، ولا العملُ الحزبيّ، ولا المساجد، ولا الكنائسُ، ولا الصحف، ولا الكتبُ ولا المذياعُ ولا التلفازُ، ولا السينما ولا المعرِض ولا أيُّ شيء! فهل نحنُ أمّةٌ أعطتْ كلّ ما لديها ولم يعدْ بإمكانِها شيء؟ ومصيرُنا الآن مصيرُ السيفِ الذي لم يعد له دورٌ في عصر أسلحةِ الدمار الشّامل، يعلّقُ على جدُر القصور علامةً على عراقتِها، أو يستعمل لتقطيع الحلوى في الأعراس؟ لماذا الآن بعد أكثر من مئة سنة على محمّد عبده، وجمال الدين الأفغانيّ، والكواكبيّ، وسواهم، لمّا نزل نعيشُ عالةً على إبداعات الأمم؟ أعتقدُ أنّ هناك سرّاً لمّا نكتشفْه، هو الذي يجعلُ العلمَ نافعاً والحزبَ نافعاً والتديّنَ نافعاً، وهذا الذي يجبُ أنْ ينصبَّ اهتمامُنا على البحث عنه، ولا أدّعي بعملي هذا أنّي عرفتُ هذا السرّ؛ ولكنّي أعتقد أنّ أحدَ مظاهرِ الخللِ قائمٌ في أسلوب الدعوة إلى أفكارِنا وقناعاتِنا. وحتّى لا أكون موارباً أو مُداريا، إنّ كثيراً من الكذب والنفاق، يعتري سلوكنا مع السّائد، نشعرُ أنّ إيمانَ الكثير، ليس إيماناً حقيقياً، وأشعر أنّ الالتزام بالمبادئ يكونُ لكثيرٍ من الأسباب سوى الأسبابِ الحقيقيّة.

تجاوباً مع هذه المقتضياتِ الموضوعيّة، والهواجس الشخصيّة، عمدْتُ إلى القرآنِ الكريم بوصفِه نصّاً أدبيّاً، أبحثُ في آياتِه التي انتخبتُها لاعتباراتٍ ذاتيّةٍ وموضوعيّةٍ، واصفاً ومُحلِّلاً، معتمداً التحليلِ اللغويّ الذي يفترض المعنى من النحو الذي تترتّبُ فيه الكلمات بحسب قواعدِ اللغةِ صرفاً ونحواً، أي بمقتضى طبيعة اللغة المستخدمة، كما أنّ رصدَ الدلالةِ لا تكفيه معرفةُ القواعد الصرفيّةِ والنحويّة على أهميّتِها؛ فالعبارة شبكة علاماتٍ مثيرة للسؤالِ في مقتضى استخدامِها دونَ سواها، وبخاصة أنّ هذا المقتضى هو في الحياة، وفي اللغة، أي في العلاقةِ بين الإنسانِ، والزّمانِ، والمكانِ، واللغة، الأمر الذي يقتضي التحليلَ الأسلوبيّ العَلاميّ الذي يبدأ بتعيين الظاهرةِ الأسلوبيّة، ثمّ وصفها، ونقدها شرحاً وتوضيحاً وتعليلاً و.. وهنا لا بدّ من الركونِ إلى أساليبِ القولِ العربيّة التي تشكّلُ مظهراً لرؤيةِ المتلقّي فرداً وجماعة، ومظهراً لآليّة إنتاج مواقفِه، فالنصُّ لا يكونُ من لدن عليمٍ خبير إلا بمقتضى قدرة الجماعةِ اللغويّةِ على التلقّي، فالنحوُ نحوُ هذه الجماعة، وكذلك الصرفُ، وكذلكَ الأساليبُ، إضافةً إلى أنّ المفرداتِ هي مفرداتُها، فهي علامات صوتيّة أو بصريّة(مكتوبة) على رؤيتِها الخاصّة لبيئتها الطبيعيّة، والاجتماعيّة، والتاريخيّة، الرؤية التي تحدّدُ شكلَ علاقتها بالكونِ وماوراءَ الكون، أي شكلَ حاجاتِها على كلِّ المستوياتِ والأصعدة.

لذا ؛ رصدت في النصّ القرآنيّ الكريم عدداً كبيراً من الآيات التي ترضي طموحي في رصدِ أسلوب الدعوة، إلا أنّني تعاملت مع بعضها وفق المنهج المصرّح عنه تحت عناوين هي:

* منهج الدعوة إلى الله

* الدعوة إلى الله

* أسلوب الدعوة إلى التعاملِ مع الآخر.

* دعوة الأقربين

* دعوة الخصوم

* الأمر والنهي

* خلُق الداعية

وقد تتداخلُ الدعوةُ إلى الله في الآيات الكريمة، مع الدعوة إلى الدّين، مع الدعوة إلى التعاملِ مع الآخرِ أو الذات، وهذا لكونِ النصّ القرآنيّ الكريمِ نصّاً محكماً، متلائماً في ترتيب بناه مع طبيعةِ مقاصدهِ في المجتمعاتِ الإنسانيّة؛ إذْ لا فصلَ بين الدعوةِ إلى الله، والدعوةِ إلى رفعِ الظلمِ، أو الإيمانِ بقيمةِ الإنسانِ فوق كلِّ قيمةٍ في الوجود. ويأتي عملنا في التفصيل من بابِ التسهيلِ الإجرائيّ لتحليلِ النصِّ تبعاً لقدراتنا المنهجيّةِ لا أكثر ولا أقلّ، فالتفصيلُ هذا لا يُلْزمُ أحداً، ولا يمكنُ أن يكونَ نهائيّاً.

أمّا لجهةِ المصادر والمراجع، فهناكَ إضافةً إلى القرآنِ الكريم، وكتب التفسيرِ التراثيّة، سيكون اعتمادي بالدرجةِ الأولى على كتب الأسلوبِ والأسلوبيّة، والدراساتِ السيميولوجيّة والألسنيّة، أجنبيّة وعربيّة، ومنشوراتِ مجامع اللغةِ العربيّة في الصرفِ والنحو، من دونِ إغفالٍ لمنجزاتِ السلفِ في الدراساتِ الإعجازيّة، واللغويّة، والبلاغيّة، وأعتذر من بعض الدارسين عرباً وأجانب أنّي استفدت من أعمالهم ولم يردْ لهم ذكرٌ في المتن لعدم توفّر المقتضى المباشر...

وأخيراً، لا بدّ من توجيه الشكر إلى عائلتي، زوجتي وأولادي فقد صبروا أنفسهم معي، لا يبتغون إلا التوفيقَ في مسعاي، ولو على حساب حقوقهم الشخصيّة، فلهم جزيل الشكر.



[1] القرآن الكريم، الحجرات، 49: 13.

 

 

09-09-2008 .   الملتقى /  /    .   http://almultaka.org/site.php?id=653