قد يكون من العسير على الباحثين في تاريخ الفكر الإسلامي ضبط الفترة الزمنية التي نشأ فيها الجدل فيما بين المتكلمين ممن أطلق عليهم أهل السنة والجماعة، أو أصحاب الفرق الإسلامية الأخرى، وبين الفلاسفة أو المتفلسفة من علماء المسلمين. ولكن الذي لا يغيب عن النظر أن هذه الجدالية لم تزل مستمرة حتى اليوم.
وإذا كانت بواعث هذه الجدالية قديما ذات مبررات فلسفية أو دينية ـ أساساـ ، فإنها بواعثها اليوم أكثر اتساعا وأشد ارتباطا بالتطورات التاريخية و الحضارية الراهنة.
فهي ، بشيء من التبسيط، تمثل في جانب كبير منها جدالية التقليد والتجديد، أو التراث والمعاصرة، وغيرها من الثنائيات الحادة التي تسود مناخنا الفكري.
وهذه الحوارية التي جرت وقائعها خلال عام 2008 بين الأستاذ أبو يعرب المرزوقي والأستاذ سعيد فودة تمثل أحدث حلقات هذه الجدالية. وهي ـ إذا ما تجاوزنا التعليقات الشخصية ـ ذات قيمة علمية وتحليلية هامة جدا. وقيمتها لا تنبع فيما أضافه كل فريق من حجج وبراهين على الجداليات القديمة، بل في التسكين المعاصر لهذه الجدالية في سياق تاريخنا المعاصر وتحديات النهضة والإصلاح والتجديد.
والغرض من إعادة طرحها مجتمعة مرة أخرى ومرتبة بحسب صدورها، هو دعوة الباحثين إلى المشاركة بآرائهم وتعليقاتهم ودراساتهم حول هذه الحوارية أو أحد محاورها. وذلك طبعا بعد تجاوز الجانب الشخصي الذي شابها.
النكوص إلى عقلية الفرق الكلامية
أبو يعرب المرزوقي
طليعة الرد على مقالة المرزوقي "النكوص إلى عقلية الفرق الكلامية"
سعيد فودة
علم الكلام والثورة التيمية: ملاحظات على ردود المتكلمين الجدد
أبو يعرب المرزوقي
العجز عن الإدراك إدراك
أبو يعرب المرزوقي
التقيَّة الباطنية في المسائل الكلامية
أبو يعرب المرزوقي
خاتمة الرد على أبي يعرب المرزوقي
سعيد فودة
كيف نفهم تعثر الإبداع في الفلسفة العربية
أبو يعرب المرزوقي