/
أزمة الحوار بين الإسلام والغرب هل إلى خروج من سبيل؟
يوسف الكلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد، يعتبر تحديد العلاقة بين الإسلام والغرب، أو بالأحرى بين المسلمين ومن يمثل الغرب من مسيحيين وعلمانيين وحداثيين وسياسيين.. وغيرهم في غاية الأهمية، فمصطلح "الغرب" وإن كان في أصله اللغوي يدل على منطقة جغرافية فمدلوله المتبادر إلى الذهن له دلالات متعددة، فهو يدل عند البعض على الغرب المسيحي، كما قد يدل عند البعض الآخر على الغرب العلماني، أو الغرب الامبريالي الاستعماري، أو الغرب الحداثي العولمي، فما المقصود بالحوار هنا مع الإسلام؟ لا شك إن دققنا النظر نجد أن المقصود بالحوار هو الغرب بكل هذه الدلالات، ذلك أن الإسلام وإن كان يدل على دين وعقيدة، فهو دين شمولي يهتم بكل الجوانب المكونة للمجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فالمقصود بالحوار بين الإسلام والغرب أن يفتح كلُ طرف قناة للتحوار مع الطرف المقابل له، بمعنى أن يحاور كل قرين قرينه. إن موضوع الحوار بين الإسلام والغرب موضوع قديم جديد، قديم من حيث كونُ الغرب يمثل بالنسبة للإسلام ذلك الآخرَ المخالفَ، وبهذا الاعتبار يكون الموقف الإسلامي اتجاه الآخر قد حُدد منذ نزول القرآن الكريم، الذي يشير في الكثير من نصوصه إلى كيفية التعامل مع المخالف عقيدة وفكرا، منها تلك التي نصت على أن الاختلاف سنة إلهية، وعلى أن الاعترافَ بالآخر ومعاملتَه بالحسنى واجبٌ ديني، وأن التعارف والتعايش معه ضرورة إنسانية، والتي أكدت أن مهمة الرسول عليه السلام تتمثل في الدعوة والبيان، وأن حقَّ حرية الاختيار مكفولٌُ للإنسان، ولا نعدَم النصوص القرآنية الدالة على ذلك يقول الله تعالى: "لا إكراه في الدين"، ويقول أيضا: "ما أنت عليهم بمسيطر"، وقوله عز وجل: "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ"، وقوله تبارك وتعالى أيضا: "فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر"، وغيرها من النصوص القرآنية، أما التطبيق النبوي لهذه النصوص فتؤكده تلك الوثائق الهامة التي خلفتها كتب السير والتاريخ في هذا الموضوع، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: 1- "وثيقة المدينة" على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها تقنينٌ للتعددية الدينية، والنصُّ على أن اليهودَ أمةٌ مع المومنين: "لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وأن بينَهم النصحَ والنصيحة والبرَّ دون الإثمِ"، وهي وثيقة حددت العلاقة بين المسلم وإحدى مكونات المجتمع المسلم المخالفة في الدين، وهم اليهودُ. والوثيقة تتكون من اثنتين وخمسين مادةً اهتمت منها أربعَ عشرةَ مادةً بقضايا اليهود، أي بنسبة 27 في المائة. 2- أما مع النصارى؛ وهم أيضا من المخالفين في الدين، فقد عاهد الرسول عليه السلام نصارى نجرانَ، حيث جاء في المعاهدة أن لهم ولمن ينتحل دين النصرانية في أقطار الأرض ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين. وقد سار الصحابة على المنهج نفسه، فقد صاغ أبو بكر رضي الله عنه هذه الشمائلِ الإسلامية دستورا لأخلاقيات القتال في الإسلام، عندما أوصى يزيدَ بن أبي سفيان -وهو يودعُه أميرا على الجيش الذاهب إلى الشام، ورد ذلك في الموطأ، فقال له: "إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبَّسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبَّسوا أنفسَهم له، وإني موصيك بعشرٍ: لا تقتلنَّ امرأةً، ولا صبيا، ولا كبيرا هرِما، ولا تقطعنّ شجرا مثمرا، ولا تخرِبنَّ عامرا، ولا تعقرنّ شاةً ولا بعيرا إلا لمأكلةٍ، ولا تحرقن نخلا، ولا تفرقنه ولا تغلُل، ولا تَجبُن"، بالإضافة إلى معاهدة عمر بن الخطاب مع أهل بيت المقدس؛ وفيها تأمينُهم على أنفسِهم وأولادهم وأموالهم وعقائدهم وكنائسهم وصُلبانهم. بل أكثر من ذلك نجد في كتابات علماء الإسلام، -بما فيها تلك التي تميزت بالطابع الكلامي الجدلي- ما يدل على أن المخالفين لدين الإسلام مارسوا شعائرَهم وعبروا عن آرائهم بكل حرية، لدرجة عرفت فيها مؤلفاتُهم النقديةُ للإسلام انتشارا كبيرا في ظل الحكم الإسلامي أكثر من أيِّ انتشارٍ في زمن آخر، وقد عبر عن ذلك القاضي عبدُ الجبار الهمداني المعتزلي في كتابه "دلائل النبوة" حيث يقول: "ومن الكتب التي وضعها الملحدة وطبقات الزنادقة كالحداد وأبي عيسى الراق وابن الروندي والحصري وآمالهم في الطعن في الربوبية وشتم الأنبياء صلوات الله عليهم وتكذيبهم فإنهم وضعوها في أيام بني العباس وفي وسط الإسلام وسلطانه وملوكه أكثر مما كانوا إذاك وأشد ما كانوا ولهم القهر والغلبة والعز"[1]. ولعل ما عرفته الحضارة الإسلامية من تعايش بين المسلمين وغيرهم في الأندلس لقرورن عديدة، ما هو إلا تطبيق سليم لذلك الموقف القرآني الصحيح في معاملة الآخر، والذي ووجه للأسف بعد سقوط الأندلس بضده من طرف المسيحيين في ما عرف بحروب الاسترداد. فلا شك إذن أن الاعترافَ بالآخر وقبولَه واعتبارَه أمة مع المؤمنين هو مفهومٌ إسلامي مؤسسٌ له في كل النصوص الإسلامية الصحيحة، وما عرفته العلاقة الإسلامية مع الآخر في بعض الأزمنة التاريخية من توتر وعنف في بعض الأحيان، لا يمثل الموقف الإسلامي الصحيح بل هو ناتج عن ردة فعل، ومرآة عاكسة لعصور الانحطاط، دون أن ننسى أو نهمَل تلك المواقف التي اتخذها المخالفُ ضد الإسلام والمسلمين والتي كانت عدائية واستفزازية، ومرتبطة أساسا بالسياسة الامبريالية والاستعمارية للغرب، منذ الحروب الصليبية ومرورا بالغزو البونبارطي لمصر. فإذا كان هذا هو الموقف الإسلامي من الآخر كما أسست له النصوص الإسلامية الصحيحة قرآنا وسنة وعكسته في أغلب الأحيان التجربة الإسلامية، فموقف الغرب –وأقصد هنا الغرب من حيث كونُه مخالفا في العقيدة باعتناقه للمسيحية أو المسيحية اليهودية- من المسلمين خصوصا ومن كل مخالف عموما، كان للأسف في أغلب الأحيان موقفا سلبيا، ولعل من أهم الأسباب في ذلك كون بنية النص الديني اليهودي المسيحي بنية غير حوارية لا تعترف بالآخر، فموقف النصوص التوراتية من قتال الآخرين يمكن تلخيصه في أن مصيرهم الإبادة التامة حتى لأولئك الذين لا علاقة لهم بالقتال ولا نية لهم فيه البتة، بل وللبيئة والمحيط الذي يعيشون فيه. والأسفار الخمسة وسفر يشوع طافحة بذكر هذه الإبادات الإنسانية التي لا ترقب في أحد إلا ولاذمة، والعجيب أن مرتكبي هذه الأفعال كما تصورهم التوراة يعتقدون أنهم بهذا الفعل يتقربون من الله وينفذون إرادته وأوامره الإلهية. أما الأناجيل وإن كانت تتضمن نصوصا في المحبة والسلام في معاملة الآخر فقد تضمنت نصوصا أخرى دعا فيه المسيح إلى حمل السلاح، بل نجده فيها يتخذ مواقف عنصرية وغير إنسانية على الإطلاق ضد المخالف، إذ نجده يرفض تقديم المساعدة للمرأة الكنعانية وإشفاء بنتها بدعوى أنه لا يجوز أن يوخذ خبز البنين –والبنين هم شعب إسرائيل - ويرمى به إلى الكلاب -والكلاب هم العرب الكنعانيون-، فلما قالت المرأة الكنعانية يا سيدي حتى الكلاب تأكل تحت المائدة من فتات سيدها، أي لما اعترفت بالعبودية، أمرها بأن تذهب وشفى ابنتها. والمواقف العدوانية التي اتخذتها المسيحية من المخالفين لها كثيرة، فالتاريخ لا يزال يحتفظ بما قامت به محاكم التفتيش في الأندلس وكيف دخل الفرنجة إلى البلاد الإسلامية في الحروب الصليبية، بل بين المسيحيين أنفسهم فقد هلك في حرب الثلاثين سنة بين الكاثوليك والبروتستانت أكثر مما هلك في الحرب العالمية، وقد عانى البروتستانت من اضطهاد الكاثوليك الشيء الكثير، ثم عانى الكاثوليك من انتقام البروتستانت لما قويت شوكة هؤلاء خاصة بعدما تمكن كالفن من إنشاء حكومته في جنيف. وهذا ليس بالأمر الغريب فالقديس أغسطين (354-430م) هو الذي صاغ مبدأ الاضطهاد للمخالفين وأقامه على أسس من الكتاب المقدس مستندا إلى كلمات فاه بها المسيح في الأناجيل، فوضع بذلك دستور اضطهاد المخالفين بعقوبات النفي والجلد والغرامات والإعدام ذبحا وحرقا. وعندما حصرت الكنيسة الخلاص في الكثلكة حكمت بأن خلاص مخالفيها لن يكون إلا بتخليصهم من الحياة فالذين لا يذعنون للكنيسة ويعتقدون بصدق نظرياتها تحيق بهم اللعنة الأبدية ويصبح إنقاذ الدنيا منهم واجبا مقدسا. بل أكثر من ذلك "فقد رفض قساوسة دير سان كاترين بسيناء –وهم من الروم الأرثدوكس- أن يصلي بابا الفاتيكان والحبر الأعظم للكاثوليكية يوحنا بولس الثاني داخل الدير عند زيارته له سنة 2000م لأنه في نظرهم غير مؤمن حسب مقاييسهم للإيمان، وما هي إلا شهور معدودة حتى صدر عن الفتيكان ما يؤكد أن هذا هو الموقف الطبيعي والمتبع بين كنائس النصرانية فصدر في سبتمبر سنة 2000م القرار الذي يؤكد ويعلن أن الكنائس غير الكاثوليكية "ليست كنائس بالمعنى الصحيح وأن الخلاص في اليوم الآخر محصور في الكنيسة الكاثوليكية وحدها"[2]"[3]. حدث هذا في مطلع القرن العشرين في حين سمح النبي عليه السلام قبل ذلك بأربعة عشر قرنا لنصارى نجران بالصلاة في مسجد النبوة، ومع ذلك يتهم الإسلام من طرف الإعلام الغربي بالتعصب ةنفي الآخر وضيق الصدر والأفق. أيها السادة لا نريد في هذا العرض بيان كل مظاهر العنف التي عرفها الفكر المسيحي في الأزمنة الماضية، بقدر ما نريد أن نبين أن النصوص الدينية في المسيحية واليهودية تؤسس لهذا العنف، كما أن التجربة المسيحية عبر التاريخ أبانت على عدم احترام المسيحيين بمختلف طوائفهم للمخالف في العقيدة والمذهب. وإذا كنا اليوم ندعو ونرغب في إقامة حوار بين الإسلام والغرب، فلا بد لنا من الإحاطة بهذه النصوص الدينية التي تنبني عليها الرؤى النظرية في الإسلام والغرب، بالإضافة إلى الوقوف والتأمل في التجارب السابقة بين الإسلام والغرب واستيعاب الظروف التاريخية والسياسية التي أطرت هذه التجارب، واستخلاص العبر منها وتحديد العوائق التي حالت دون تحقيق الهدف، ذلك أن العلاقة الحاضرة لا يمكن فصلها عن التاريخ الماضي بل لا يمكن فهمها إلا في إطار المسيرة ككل. والذي يبدو أن الحضارتين الإسلامية والغربية تبادلتا الأدوار في المسيرة والقيادة، فبعد دخول الإسلام بلاد الأندلس عام 711م تمت عمليات التلاقح الفكري والحضاري تركت أثرها الكبير في ظهور تلك التحولات الكبرى في الغرب، وفي عام 1060م بدأت حروب الاسترداد ثم الحروب الصليبية، ثم عاود المسلمون الكرة ودخل محمد الفاتح القسطنطينية وحاصر فيينا عام 1519م، ثم بدل الغرب وجهته نحو إفريقيا وشرق آسيا فكان هناك صراع أوروبي إسلامي على تلك المناطق. ثم استطاع الغرب من خلال حملة نابوليون السيطرة على مصر، وسيطر الهولنديون على أندونسيا، واحتل الفرنسيون الجزائر، والروس القوقاز، والإنجليز الهند ومصر والسودان، ودخل الحلفاء بيت المقدس واستطاع الغرب زرع الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي. وهكذا كانت الأيام دول بين الغرب والإسلام، ولا ريب أن الأهداف والدوافع كانت تختلف بين الغرب والإسلام، فالأهداف الغربية تمثلت أساسا في الرغبة في السيطرة والتحكم وحظيت بالدعم الديني الممثل في الكنيسة، في حين كان الهدف الإسلامي يتمثل أساسا في الدعوة إلى الله ونشر الحرية والقيم الدينية، ويمكن بإحصاء المنجزات التي حققها كل طرف عند توليه القيادة والسيطرة التأكد من هذا الادعاء، ويكفي أن نقارن بين تاريخ المسلمين بالأندلس الحافل بالمنجزات وكيفية دخولهم إليه، وتاريخ الصليبيين في المشرق وكيفية دخولهم إليه، لنعرف أن مثل الأولين مثل رائع عكس أعظم صورة للتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، وأن مثل الآخِرين مثل مظلم عكس أسوأ صورة للظلم والطغيان. ومع كل هذا وذاك ترتفع أصوات مختلفة من العالمين الإسلامي والغربي تدعو إلى إقامة حوار إسلامي غربي من خلال التركيز على تلك القيم المشتركة بين الحضارتين، بهدف تحقيق التعايش والأمن والسلام بين الطرفين. ولكن قبل الحديث عن إقامة حوار بين الإسلام والغرب، لا بد من الإشارة إلى أن الغرب وإن كان يدعي العلمانية فهو في دعوته المسلمين إلى الحوار ينطلق من منطلقات دينية مسيحية يهودية، تكشف عنها جملة المؤتمرات والندوات التي عقدت في السابق، بل يشهد على ذلك أيضا طبيعة الحوارات التي أنجزت ونوعية الأطراف المتحاورين، وإلا إذا كان الغرب علمانيا حقيقة كما يدعي لِمَ يسعى جاهدا وبكل ما أوتي من قوة إلى إقامة دولة إسرائيل في الشرق الأوسط وهي دولة دينية بامتياز، ويسعى إلى تحرير كل الأقاليم المسيحية والعمل على استقلالها عن الدول الإسلامية كما فعل مع إقليم تيمور، وفي نفس الوقت يقف ضد كل الحركات التحررية التي تسعى إلى الاستقلال وإقامة دول إسلامية جديدة كأقليم كشمير مثلا[4]. إن الواقع الملموس خلال العقود الأخيرة أن الغرب أصبح يعطي للظاهرة الدينية أهمية قصوى على مستوى العلاقات الدولية، وبالرغم من كونه منظومة علمانية لائكية لا علاقة لها بالدين المسيحي فهو في نفسيته ودوافعه التي تؤثر على طريقته في التعامل مع المسلمين مسيحي حتى النخاع نظرا لوجود العصبية الدينية خاصة إذا نظرنا إلى واقع الدين في السياسة الغربية المعاصرة، إذ أصبح أداة واسعة الاستعمال في شؤون العلاقات الدولية وأصبح يقتحمها بصورة متزايدة، أو بالأحرى يعيد إدخال نفسه فيها، لأنه في القرون الماضية لعب دورا مركزيا في العلاقات بين الدول وفي حياتها الداخلية. لابد إذن من اعتبار دور العامل الديني في نظرة العالم الغربي للعالم بأكمله، "فبالإضافة إلى وجود العصبية الدينية في المجتمع الغربي فالكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وهي منظمة غير قومية، كثيرا ما يدلي رئيسها الروحي ببيانات متكررة تمس العلاقات الدولية.. ويصعب أن تكون مصادفة أن الديموقراطيين المسيحيين في كل بلد أوروبي موجودون على الدوام بين أشد أنصار الوحدة الأوروبية حماسا، وأن القادة القوميين الثلاثة الذين أرسوا أسس الاتحاد الأوروبي الحالي وهم كونراد أديناور Konrad ADENAWR وألسيد دو جاسبيري Alcide de Gasperi وروبيرت شومان robert Schomann كانوا جميعا من الديموقراطيين المسيحيين، ومن الكاثوليك المخلصين"[5]. بالإضافة إلى هذه الخلفية الدينية للغرب، يجب أن نضع في الحسبان أن التوتر المتزايد على المستوى الثقافي بالأساس والذي أظهرته أطروحات غربية من مستوى عال جدا كأطروحة صدام الحضارات وأطروحة نهاية التاريخ لا يمكن فهمه في غياب البعد الديني، "إننا نلاحظ توترا متزايدا في العلاقات الثقافية وخصوصا بين الغرب والعالم الإسلامي، وهو التوتر الذي لا يمكن شرحه إلا على أساس ديني، في الوقت ذاته، هناك مبادرات عديدة في أنحاء مختلفة من العالم، تحاول تعزيز حوار روحي وحضاري"[6]. ولم يعد بخاف على أي كان تلك العوائق الكبرى التي اعترضت هذه التجربة في بناء حوار علمي جاد بين الإسلام والغرب، والمتمثلة أساسا في تلك الصورة السلبية والقاتمة عن الإسلام والمسلمين، وتلك الأفكار المسبقة عنهما، فقد اتفقت "الدراسات الغربية والعربية التي اهتمت بصورة العرب والمسلمين في الوعي الغربي على وجود صورة نمطية سلبية راسخة في أفراد النخبة والرأي العام الغربي، وعادة ما يجري التعامل مع القضايا العربية والإسلامية وفق مكونات هذه الصورة، وتلعب المواريث التاريخية التي نجد جذورها في الصراع الديني والحروب الصليبية والصراع الاستعماري، إضافة إلى عمليات التنشئة الاجتماعية ووسائل الإعلام والمنظمات الصهيونية من أدوار مهمة في تكوين نشر هذه الصورة"[7]. "وهاهو أكبر فلاسفة الكاثوليكية القديس توما الإكويني 1225م-1274م يتحدث عن رسول الإسلام فيصوره للثقافة اللاهوتية النصرانية بقوله لقد أغوى محمد الشعوب من خلال وعوده لها بالمتع الشهوانية وحرف جميع الأدلة الواردة في التوراة والأناجيل من خلال الأساطير والخرافات التي كان يتلوها على أصحابه ولم يؤمن برسالته إلا المتوحشون من البشر الذين كانوا يعيشون في البادية"[8]. وسار لوثر فيما بعد على نفس الطريق الرامية إلى تشويه الإسلام، وقام بترجمة رسالة ريكولدوس "ضد شريعة المسلمين" إلى الألمانية[9]، ناهيك عن الثقافة الشعبية الغربية التي تُعلّم للجمهور كملحمة رولاند التي تصور المسلمين على أنهم عباد أوثان، وانتهاءا بحوار البابا بندكت السادس عشر الذي اتهم الإسلام باللاعقلانية وبأنه انتشر بحد السيف، مع أن الكل يعلم أن العقائد المسيحية هي أبعد ما يكون من العقل، لدرجة أن الوثني سلس القرن الثاني الميلادي كان يعيب عليها ذلك. بهذا تشكل لدى الغرب وعي منحرف مغلوط عن العالم الإسلامي وأهله فأصبح لا يستطيع النظر إليه إلا من خلال كون المسلمين إرهابيون ومتخلفون، خاصة بعد سقوط المعسكر الشرقي وتحويل الوجهة إلى العالم الإسلامي بصفته العدو الجديد الذي يهدد مصالح الغرب، فالعالم الإسلامي يختلف عن المعسكر الشرقي إذ لا يقبل نمط العيش في الحضارة الغربية بل يراها حضارة مادية تبحث عن تحقيق الربح المادي ولا تراعي القيم الروحية، في حين تقوم أسس الحضارة الإسلامية على المبادئ والقيم الإنسانية ومراعاة المصلحة العامة والعمل على الإنماء وإعمار الأرض وتلك هي معاني الاستخلاف في الأرض، ومفهوم الأمانة التي تحملها الإنسان منذ نزوله إلى الأرض. إن المهتم بالحوار بين الإسلام والغرب يجب أن لا ينسى أن من أنواع الحوار التي تدخل في هذا الموضوع الحوار الإسلامي المسيحي، فقد زادت اللقاءات والمؤتمرات بين الكنائس والجماعات الإسلامية خلال العقدين الأخيرين خصوصا بعد المجمع الفاتكاني الثاني (1962- 1965م) والذي أعلن عن توجه جديد دعا فيه "المؤمنين إلى الاعتراف بالقيم الإيجابية التي تتجلى في الديانات غير المسيحية وفي أتباعها المخلصين، وإلى اغتنام كل الفرص التي من شأنها أن تجسد هذا التوجه عبر هيئات تهدف إلى تقريب المؤمنين من مختلف الأديان والمذاهب بعضهم إلى بعض، وتعميق التعاون والتكاثف بينهم في ميادين الخير والعدالة والسلام. وكان للتقارب المسيحي الإسلامي من هذه اللقاءات نصيب كبير سواء على الصعيد الرسمي أو على صعيد المبادرات الفردية والمحلية"[10]. ولكن رغم هذه الدعوات الصادرة من الجانب المسيحي فالمتتبع لها عن قرب يلاحظ أن الكنيسة مدفوعة من العالم الغربي تحسب ألف حساب لكل خطوة تخطوها نحو المسلمين خاصة والغرب المسيحي يعلم علم اليقين القوة الداخلية لهذا المخالف والتي متى توافرت لها الظروف ستنطلق وستندفع اندفاعا هائلا، وإن كان اندفاعها هذا لا يشكل خطرا على البشرية بحكم المبادئ التي تحكمه والقيم التي تنبني عليها أسسه وتوجهاته، المتمثلة في السعي من أجل البناء والعمران الذي تقوم عليهما مبادئ الإسلام فهو في تصور الغرب يشكل خطرا على المبادئ التي يؤمن بها الغرب والتي تقوم بالأساس على مفهوم السيطرة على العالم وتحقيق المنفعة المادية الخاصة لفئة قليلة ومعينة من البشر. ويشكل هذا الاندفاع في تصور الغرب أيضا خطرا على الكنيسة التي تقوم عقائدها على أسس مخالفة للعقيدة التوحيدية للإسلام والتي طالما انتقدها الإسلام وبين تهافتها، بل واعتبرها ارتدادا عن عقيدة التوحيد اليهودية، هذا ما جعل الغرب العلماني يتوحد ويتحد مع الكنيسة لصد "الخطر" الإسلامي الذي يتهددهما معا. لهذا نجد الكنيسة لا تدعو إلى إنشاء حوار حقيقي مع المسلمين يقوم على الاعتراف بالآخر، ويعطيه حق الحفاظ على هويته ودينه، وإنما تجعله مطية للوصول إلى هدفها في إقصائه إما بتحويله إلى المسيحية أو بسحقه من الوجود، وبالتالي تلتقي أهدافها مع أهداف الفكر العلماني الغربي المتمثلة في التسلط على الشعوب وتدجينها وجعلها تعيش على نمط واحد هو النمط الغربي المنحصر في تحقيق اللذة والمتعة الجسدية دون اعتبار للقيم والمبادئ الإنسانية خاصة مبدأ الحرية والحق في الاختلاف. ولا ننكر أن الكنيسة منذ المجمع الفاتكان الثاني قد فحصت موقفها من الإسلام وحاولت تصحيحه، لكن المؤتمرات التي عقدت فيما بعد تخبر بعكس ذلك تماما، ونخص بالذكر مؤتمر كلورادو المنعقد بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي سعت فيه الكنيسة إلى تغيير في خطتها من أجل غزو العالم الإسلامي خصوصا بعد الفشل الذريع الذي تعرضت له من قبل، إنه من حق كل ديانة أن تدعو إلى دينها مادامت تعتقد أنه الدين الحق الذي يوصل صاحبه إلى بر النجاة، لكن الغريب أن تتبع هذه الديانة طرقا منافية للمبادئ الإنسانية التي تعطي لكل واحد الحق في اختيار الدين الذي يرغب في اعتناقه دون إكراه، خاصة والكنيسة تدعو إلى هذا المبدإ إذا تعلق الأمر بالمسلم الذي تسعى إلى تنصيره، ولو كان هدفها بالفعل هو الدعوة إلى المسيحية لاعتقادها أنها الدين المخلص، لتوجهت بدعوتها إلى اليهود أولا خاصة وأن دعوة المسيح هي في أصلها موجهة إلى بني إسرائيل، وطالما أكد المسيح أنه ما بعث إلا للخراف الضالة من بني إسرائيل، بل ما ثبت قط من خلال النصوص الإنجيلية أنه دعا غير بني إسرائيل، بل رفض دعوة السامرة مع أنهم من الفرق اليهودية، لأنهم لا يحضوا بالاعتراف اليهودي، إن دعوة المسيحيين اليوم لشعوب العالم من أجل اعتناق المسيحية لا يستند إلى نص من الأناجيل، وإنما هي دعوة صادرة من بولس هذه الشخصية التي لم تلتقي بالمسيح أبدا، وقد لاقت دعوته لغير اليهود إلى الإيمان معارضة قوية من رسل المسيح كما هو ثابت في سفر أعمال الرسل، وأكثر من هذا نجد خطة المسيحيين تقوم أساسا على استغلال ضعف المسلمين وحاجاتهم، ولا تقوم بعملها إلى في غياب الآباء الراشدين، وتستغل بعض الأمهات الغافلات والأطفال القاصرين للتغرير بهم. إن هذه العوائق حالت دائما بين قيام حوار حقيقي بين الإسلام والغرب، مما يجعلنا نتسائل هل ثمة أمل في تجاوز هذه الأزمة وهل بإمكان المسلم مع ذلك كله فتح قنوات تواصلية مع الغرب من أجل الإسهام في إعادة الثقة ونشر السلام بين شعوب الطرفين؟ الجواب لابد أن يكون نعم، ذلك أن ليس هناك ما يجعل المسلم يتخوف من هذا الأمر، خاصة إذا التزم بأخلاقيات الحوار المتمثلة في العقلانية والموضوعية والاعتراف بالآخر، وهي الأخلاق التي بنى عليها القرآن دعوته منذ أول يوم نزل فيه، دون إغفال جانب مهم يتمثل في الممارسة النقدية للذات، مع ضرورة الالتزام بالاستقلالية عن كل الضغوط السياسية والإعلامية بالخصوص والعمل على إعلان الحق للجميع وأما الجميع. إن الحوار المطلوب بين الإسلام والغرب يجب أن يقوم أساسا على مبادئ القيم الإنسانية، وحذار من تلك النداءات التي تدعو إلى مبادئ وقيم وتتغاضى عن أخرى، فوسائل الإعلام الغربي اليوم باتت تلعب دورا خطيرا في تشويه بعض المفاهيم وخلط القيم، وبالتالي تضفي الشرعية على بعضها وتنفيها عن البعض الآخر. إن الحوار المطلوب بين الإسلام والغرب لا بد له من ضابط يضبطه ويرده إلى سواء السراط متى حاد عن الهدف المطلوب، وهو الوصول إلى الحق والإعلان عنه، وإرساء قواعد الأمن والأمان والطمأنينة بين الناس، هذا الضابط والميزان الذي يمكن أن نزن به كل القضايا الإنسانية هو ميزان العقل، فهو الأسلوب والمنهج المعرفي القويم المشترك بين جميع البشر القادر على تدبير كل خلاف قد ينتج بين الطرفين. لكن هل الغرب يسعى إلى تكريس نفس القيم الإنسانية التي يسعى المسلم إلى نشرها، أم أنه كما أشرنا ينهج منهج الانتقائية في القيم، فينادي ببعضها ويسكت عن الأخرى، ينادي بترسيخ قيم التعايش وحرية التدين ونبذ الكراهية والحقد، ومحاربة الإرهاب، وكلها قيم لا يمكن للمسلم إلا القبول بها فهي قيم قرآنية مأمور بها، وفي نفس الوقت يتغاضى عن قيم أخرى كقيمة الكرامة الإنسانية وقيمة العدل والمساواة والإنصاف والاعتراف بالآخر وإعطائه الحق في الدفاع عن نفسه ورفع الظلم عنها، إن القيم الإنسانية وحدة لا تقبل التجزء، وإلا لما كانت لها القدرة على المساهمة الفعلية في بناء الحضارة الإنسانية التي تستجيب لمتطلبات الإنسان وتطلعاته المادية والمعنوية. إن التجارب القديمة التي مر بها الحوار الإسلامي الغربي والتي أعاقتها تلك المعيقات المشار إليها آنفا، والمتمثلة أساسا في تلك الصورة المشوهة عن الإسلام وتلك الممارسات الكنسية المنافية لأخلاقية الحوار الساعية إلى نسفه من أساسه من خلال عدم اعترافها بحق الاختلاف تجعلنا نقف وقفة متأمل ومتبصر قبل الخوض من جديد في محاولة جديدة مع الغرب. هل إلى خروج من سبيل من هذه الأزمة؟ لن أركز إلا على الجانب المسلم، فقد بينا بعضا من العوائق التي اختلقها الغرب للإحالة دون قيام حوار علمي جاد، لكن هذا لايعني أن الجانب المسلم -وأقصد المفكرين الإسلاميين- لم يكونوا دائما في المستوى المطلوب، بل نجدهم في أغلب الأحيان يعملون فرادى ويحاولون التصدي للجوانب السلبية عند الغرب، مما يتطلب منهم جهدا كبيرا وإحاطة علمية ومعرفية بالثقافة والفلسفة والدين عند الجانب الغربي، وهو أمر ليس باليسير، لم يقدر حق قدره إلا بعد الخوض في الموضوع، إذ ليس من السهل أن يوفي الباحث المسلم كل الجوانب المكونة للثقافة الغربية حقها، خاصة والغرب يعمل على جبهات متعددة ومختلفة. من أجل ذلك يجب على المسلمين إذا ما أرادوا تحقيق الأهداف الإنسانية المتوخاة من الحوار مع الغرب، ألا تتشتت جهودهم بل عليهم أن يقوموا مثنى وفرادى جميعا وأشتاتا ويعملوا كل حسب تخصصه من أجل إقامة حوار متكافئ، فالغرب يعمل من خلال مؤسسات متعددة، مؤسسات دينية كنسية وأخرى سياسية، وأخرى ثقافية فكرية، تتظافر جهودها من أجل تحقيق هدف موحد، وبالتالي وجب على المسلمين أن يعملوا أيضا من خلال مؤسسات موازية، تهتم كل مؤسسة منها بجانب من جوانب الحوار حسب الطرف المراد محاورته في الجانب الغربي، والمؤسسات الإسلامية الرسمية موجودة فهناك منظمة المؤتمر الإسلامي، واللإيسيسكو، والرابطة المحمدية للعلماء، وغيرها في مصر ولبنان.. فالحوار يجب أن يكون على الأقل على مستويات ثلاث: 1- المستوى الأول: ضرورة فتح قناة حوارية مع المثقف الغربي غير الخاضع للقيود الكنسية، والذي يقبل بالمراجعة النقدية لكل ذلك التراث الاستشراقي والكنسي حول الإسلام ونبيه وكتابه، والمثقفون الغربيون من هذا النوع كثر يمكن من خلال مد جسر معهم أن يحقق الحوار ثمارا نافعة، بعيدة عن الأحكام المسبقة، ومن أجل تكريس تلك القيم الإنسانية المشتركة دون إقصاء لبعضها، والحوار من هذا النوع يقتضي من المسلم أن يكون على قدر مهم من المعرفة المتعلقة بالغرب وفلسفته ومدارسه الفكرية المتنوعة وأن يكون دارسا لها في أصولها بعيدا بدوره عن تلك الأحكام المسبقة عن الفلسفة الغربية والفكر الغربي من كونه فكر مادي ضال، لا يجوز للمسلم الاطلاع عليه، وضرورة نبذه، فذلك سيؤدي إلى توسيع الهوة بين الطرفين، فالحوار المطلوب هنا حوار القرين لقرينه، والمفكرون المسلمون المختصون في هذا المجال كثر أيضا، يكفي أن يعملوا بشكل متعاون تحت ظل مؤسسة محددة الأهداف، ولا ننكر وجود مثقفين إسلاميين يعملون في السر والعلن. 2- المستوى الثاني: ضرورة تأسيس مؤسسة إسلامية تتولى الحوار مع الكنيسة وهذا المستوى من أخطر المستويات الحوارية، ذلك أن استقراء التاريخ الكنسي أبان على أن الكنيسة لا تلجأ إلى الحوار مع المسلمين إلا لتحقيق نفس الهدف وهو تنصير المسلمين، قد يقول قائل ما دمنا نعلم هذه النية المبيتة لدى الكنيسة لماذا نحاورها أصلا؟ الجواب نحاورها مضطرين لأنه قدر لنا أوعلينا أن نتعامل مع هذا الغرب بأكمله ومع هذه الكنيسة رغما عنا، لذلك يجب أن يكون حوارنا مع هذه المؤسسة حوارا نقديا تصحيحيا يهدف إلى فضح المخططات التنصيرية التي تضعها الكنيسة وتتخذ الحوار كوسيلة لتنفيذها خاصة بعدما فشلت في استخدام الوسائل القديمة التي تعتمد على التنصير المباشر للمسلمين. وبالتالي يتعين على من سيتولى التصدي لهذا الحوار من الجانب المسلم أن يكون متتبعا لكل خطب باباوات الكنيسة، واعيا بكل مخططاتها، محيطا بكل قراراتها، مدركا لمعاني وأهداف تلك الرسائل الدورية التي تنشرها، والتي تعبر عن التعامل الحقيقي الذي تهدف إليه من خلال المؤتمرات التي تعقدها مع المسلمين. 3- المستوى الثالث: ضرورة فتح قناة حوارية ثالثة مع بعض مكونات المجتمع الغربي، خاصة تلك الفئات المسيحية غير المعترف بها من طرف الكنيسة والتي تتفق مع المسلمين في مسائل العقيدة أكثر من الكنيسة، خاصة عقيدة التوحيد، وأقصد هنا تلك الفئات المسالمة التوحيدية التي تؤمن بعقيدة التوحيد وبقيم التعايش والسلام والتسامح كما دعا إليها المسيح، والتي لا شك إن تمكن المسلمون من مد جسر تواصلي معهم سيحققون أهدافا تخدم مصالح الإنسانية اكثر من تعاملهم مع الكنسية التي تحكمها الإديولوجية، إذ ستكون هذه الفئات المجتمعية الغربية أداة لتصحيح الصورة عن الإسلام والمسلمين في الغرب، وفي نفس الوقت يمكن للأقليات المسلمة أن تلعب دورا بالغ الأهمية من أجل تحقيق الهدف نفسه خاصة إذا تمكن العالم الإسلامي من توثيق الصلة معها، وهذا المستوى من الحوار يمكن أن نعتبره حوارا تعارفيا ودعويا في نفس الوقت يدعو إلى تلك القيم الإنسانية والدينية التي تخدم مصالح الإنسان في كل مكان وزمان. كانت هذه بعض الاقتراحات التي نرى أنها ضرورية لإقامة حوار إسلامي متكامل، والتي نرجو تصحح وتوجه من طرف كل مهتم بالعلاقة بين الإسلام والغرب. وقبل الختام نؤكد على ضرورة المراجعة النقدية الذاتية من حين لآخر والتي لا غنى للمفكر الإسلامي عنها، والتي تجعله يراجع مواقفه ويصححها كلما دعت الضرورة لذلك، مع التأكيد على أن يبقى بعيدا عن تلك التأثيرات الإيديولوجية والإعلامية التي تسعى تشويه المفاهيم والخلط بين القيم. [1] القاضي عبد الجبار الهمداني، تثبيت دلائل النبوة، تحقيق وتقديم عبد الكريم عثمان، دار العربية للطباعة والنشر والتوزيع لبنان، د.ت، الجزء الأول، ص: 129 [2] محمد السماك، الفاتيكان والإيمان المختلف، الأهرام في 20-09-2000م، نقلا عن محمد عمارة ، الإسلام والآخر من يعترف بمن؟ ومن ينكر من؟ مكتبة الئرةق، القاهرة، الطبعة الأةلى 2001م، ص: 7 [3] محمد عمارة ، الإسلام والآخر من يعترف بمن؟ ومن ينكر من؟ ص: 7 [4] عبد المجيد الصغيّر، [5] محمد عمارة، الغرب والإسلام، سلسلة في التنوير الإسلامي، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة مصر، 1997، ص: 22 |