/
حكاية الملتقى
هيئة التحرير
في سنة 2000 بدأ "الملتقى الفكري" نواةً راكمها طموحُ مجموعة من الباحثين الشباب الذين حالت المؤسسات القائمة والمنابر المنتشرة دون استيعاب أسئلتهم التي كانوا يطرحونها، فضلاً عن أن تتسع للمشاركة في الإجابة عنها. شهد عقد التسعينيات من القرن الماضي (فترة التكوين الجامعي لتك المجموعة) تحولات على مستوى العالم والأفكار طالما شغلتنا وتركت أثرها في رؤيتنا المتطورة التي كانت عصية على التنميط الذي كانت تصر عليه التيارات الفكرية السائدة، فلم يكن أمامنا إلا أنفسنا نتحاور ونتشارك الأسئلة والبحث على إجابات على قربٍ تارة وعن بُعد تارة أخرى، نلتمس الكتب من هنا وهناك ونهربها أحياناً، التقينا على هذه الهموم لسنوات، ثم افترقنا سائحين في بلاد وجدنا فيها من يشاطرنا الأسئلة والمشاغل، فالتقت الأفكار على الأفكار، وبرزت فكرة إنشاء "ملتقى" يكون مؤسسة لا شرقية ولا غربية، تجمع باحثين وأكاديميين من الشرق والغرب، شرعنا في البحث عن مأوى يحتضنها فضاقت بها الأرض، فاختُصرت المؤسسة إلى مجلة وبدأت بعددين تجريبيين، لكن ضافت عن القدرة عليها ذاتُ اليد. وإذ تحطم الحلم على صخرة إمكانات الواقع أحياه العالم الافتراضي، فبنينا وطناً في الشبكة فالتقى فيه آخرون، واتسع يوماً بعد يوم ليشكل مجموعَ ما رآه القراء مدرسة في التفكير الإسلامي: منهجيةً ومشاغلَ وأسئلةً، وشكلَ تفاعل مع التراث والعصر، كما استقطب مفكرين وكتاباً وباحثين وجدوا فيه منبراً يلتقون فيه من يبحث عنهم. فرض هذا العالم الافتراضي نفسه كمعرِّف للملتقى على الأرض، فاعترف به من كان أنكره، وتجدد إحياء طموح النشر، فاستبدلنا بالمجلة كتاب الملتقى فصدر منه ثلاثة كتب[1]، وقاربت مئات البحوث والمقالات في الموقع الإلكتروني قضايا كانت تعدُّ من الترف الفكري أو الجدل والشغب الذي يُتَّهم أصحابه بتفكيك ما كان يُظنُّ متماسكاً من مؤسسات ومنظومات فكرية كان يُسدِل عليها الاستبدادُ الدينيُّ والكسل الفكري ثوبًا متماسكاً يَحول دون رؤية ما تحتها من تناقضات. هكذا كان حال المؤسسات الدينية ونقائضها، وكان شأن الملتقى أن يَشغَب عليهما، وينقض البنى الموهومة والسائدة، فكانت معظم الأسئلة الملحة اليوم تجاه الإسلام المعاصر التي يبحث عنها الإسلاميون وغير الإسلاميين، قد أشبعت بحثاً على مدار سنوات في الملتقى، وحين تحطمت صخرة الاستبداد السياسي ومعه الاستبداد الديني مع إشراقة الربيع العربي صحا الكثيرون على أهمية الملتقى ولكنَّ ضروراتٍ تقنية كانت قد غيّبت موقعه الإلكتروني وشغلتنا شواغل الثورة وهمومها وفرَّقتنا السبل ونالت منا همومُ العيش، ولكننا لم نبارح مشروعنا فوقائع الثورة المضادة أيقظت جذوة الملتقى من جديد، فها هو يستأنف فعله من حضنه الأوفى في العالم الافتراضي ليلتقي فيه الباحثون عن ملتقى. يعود الملتقى والأسئلة نفسها ما تزال قائمة والالتزام نفسه ما يزال معلناً، لكنا لسنا نحن من التقينا قبل عقد ونصف من الزمان، ولو بقينا كيوم التقينا لَمَا كنا بحاجة إلى أن نعود، فطبيعة الملتقى أن يتجدد وأن يقدم ما من شأنه أن ينهض بالفكر الإسلامي، يعود الملتقى بماضيه الذي راكمه عبر سنوات فهو حاضر بالنسبة للكثيرين، ويطمح لأن يقدم رؤى هي من العمق بالقدر الذي يتناسب مع التجربة التي صَقَلتها السنون والمحن والارتحال في عوالم الفكر والجغرافيا. الرؤية والرسالة: تلك كانت حكايةَ النشوء والتكوين، أما عن الرؤية والرسالة: فالملتقى الفكري للإبداع يطمح إلى أن يستأنف ريادته، ويعمّق منهجيته بين الناس، ليستمر مدرسةً فكرية ومعرفية متميزة في الدراسات الإسلامية والفكر المعاصر. فهو يسعى لتقديم مقاربات نقدية وتجديدية لقضايا معرفية ذات صلة بالإسلام أو المسلمين، أو علاقاتهم بالعالم أو رؤية العالم لهم، تنطلق من رؤية إسلامية وتلتزم بمنهجية تستحضر التراكم المعرفي الإنساني الذي أثرى العلوم الإسلامية، مع وصلها بحاضر المعرفة. قواعد النشر: يرحب الملتقى الفكري للإبداع بالكتاب والباحثين الذين يجدون أنفسهم معنيين برؤية الملتقى ورسالته، ويستقبل البحوث والمقالات التي تنسجم مع ذلك. في حال قبول نشر المشاركة يُعْلَم صاحبها بذلك في غضون ثلاثة أسابيع من تاريخ تسلمها. ترسل المقالات إلى هيئة التحرير على البريد الإلكتروني الآتي:info@almultaka.org [1] خطاب التجديد الإسلامي: الأزمنة والأسئلة (2004) – الإسلام في عالم متغير(2005)- المناهج الحديثة في الدرس القرآني (2011)
20-10-2015 . الملتقى / / .
http://almultaka.org/site.php?id=909 |