/

 

 

مجلة الدراسات القرآنية: القرآن مشتركا بين الشرق والغرب

سامر رشواني




إن مما يدعو للعجب والدهشة أن نعلم أن حقلاً معرفيا خصبا وثريا ونشطا كحقل الدراسات القرآنية لم يخصص له إلا عدد قليل جدا من المجلات العلمية المتخصصة حتى يومنا هذا، إن على الصعيد العربي أو الإسلامي أو الغربي.


إذ لا تكاد تجد في العالم العربي خلال القرن العشرين أي مجلة علمية محكمة أفردت للدراسات القرآنية، ولم نشهد ظهور بضع مجلات متخصصة في هذا الحقل إلا منذ سنوات قليلة [ مثل مجلة الدراسات القرآنية التي تصدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف [1] وهي مجلة محكمة ، ومجلة معهد الشاطبي للدراسات القرآنية [2] ، ثم مجلة الفرقان.. ].


أما على الصعيد الإسلامي فقد وجدت بعض المجلات الفارسية المتخصصة بالقرآن، ولكنها عموما قليلة العدد، وغير مشتهرة أكاديميا.


أما في الغرب فعلى الرغم من قدم الدراسات الاستشراقية وكثرة الدوريات الأكاديمية المتخصصة بدراسة الإسلام؛ لم تفرد الدراسات القرآنية بمجلة علمية إلا في أواخر القرن العشرين حينما أصدر مركز الدراسات الشرقية التابع لكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن أول دورية أكاديمية متخصصة بالدراسات القرآنية Journal of Qur'anic Studies"" وذلك في عام 1999. ومنذ ذلك الحين والمجلة تصدر مرتين سنويا، وصدر منها- حتى تاريخ كتابة هذه السطور- أربعة عشر عددا.


مجلة الدراسات القرآنية


لاحظ رئيس تحرير المجلة البروفسور محمد عبد الحليم [3] -الأستاذ بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن (SOAS) ورئيس مركز الدراسات الإسلامية التابع للكلية- في كلمة التحرير التي صدَّر بها العدد الأول من المجلة، هذا القصور في مجال النشر الأكاديمي المتخصص بدراسة القرآن، فأكد على ضرورة إنشاء مجلة أكاديمية تكون قادرة على متابعة التطور المتسارع في حقل الدراسات القرآنية المتميز.


من هذا المنطلق حدد محررو المجلة أهدافهم في اتجاهين أساسيين:


أ - ضرورة متابعة التطور الذي صاحب الدراسات القرآنية منذ وقت بما جدَّ في فهم القرآن ودراسته؛ ذلك أن الاهتمام التقليدي بالبحث في جمع القرآن وتاريخه لم يعد يشكل إلا جانبا محدودا من اتجاهات متعددة يسلكها الباحثون في دراستهم للقرآن باعتباره نصاً مقدساً وظاهرة ثقافية ومصدراً تاريخيا، ونصاً أدبيا رفيع المستوى. ولأن جميع الاتجاهات يمكن أن يخدم كل منها الآخر؛ فإن تخصيص مجلة علمية لهو طريقة جيدة لتمكين الطرق المتنوعة والمتطورة في دراسة القرآن من أن تجتمع معا. لهذا كله طمحت مجلة الدراسات القرآنية أن تكون صعيدا مشتركا لكل المهتمين بالقرآن ودراسته، وأن لا تكون مسرحا لأحد الآراء على حساب الآخرين، وأن لا تغفل المسائل التي يدور حولها الخلاف.


ولأجل تحقيق هذا الهدف كان لا بد من التزام معايير أكاديمية "تقوم على البحث النزيه للوصول إلى المعرفة والأفكار والاتجاهات الحديثة التي تقوم على أحسن التقاليد في دراسة النصوص وفي الدراسات الدينية عموما" [4].


ب- تجاوز الفصل المستمر بين التراثين الإسلامي والغربي في دراسة القرآن، فالكاتبون في كل جانب يتجهون بأعمالهم إجمالا إلى القراء في داخل ثقافتهم. وهذه حقيقة مقلقة ـ في نظر محرري المجلة ـ، ولكنها واقعة لا شك فيها. لهذا فقد وضع محررو المجلة صوب أعينهم تجاوز هذا الواقع القائم؛ إذ رأوا أنه لا يمكن أن تكون المجلة مشروعا مجديا، أو يكون لعنوانها معنى صحيح إذا وجد أحد الفريقين نفسه مبعدا عن الكتابة فيها. كما لا يمكن أن تقدم إسهاما ذا شأن في دراسة القرآن إلا بفتح صفحاتها لكل ما هو جيد ومفيد في كلا الجانبين بغض النظر عن مصدره. وذلك "على أساس أن ما يشترك فيه الفريقان له أهمية ما يختلفان فيه".


ولمزيد من تعزيز التواصل بين الاتجاهات الإسلامية والغربية الاستشراقية في دراسة القرآن فقد اتخذت المجلة مسارا غير معهود، عموما، في الدوريات الاستشراقية المعروفة وهو النشر باللغتين العربية والانجليزية. وقد بيَّن محررو المجلة أنه في عالم مثالي ينبغي إدخال لغات أخرى، ولكن الواقع يفرض الاختيار، واختيارهم هذا مبني على حقيقة “أن العربية هي لغة القرآن ، ولغة الدراسة العلمية للقرآن في كل أنحاء العالم الإسلامي، كما أن الإنجليزية لغة كثير من الكتابات العلمية عن القرآن، كذلك فإن العربية والانجليزية يفهمها المتخصصون في الدراسات القرآنية بوجه عام" [5]


أبواب المجلة


تقوم المجلة على أربعة أبواب :


أولا: المقالات الإنجليزية: وتحتل القسم الأكبر من المجلة، وقد شارك فيها مستشرقون غربيون، ومسلمون غير عرب، وعدد قليل من العرب المسلمين الذين يكتبون بالإنجليزية. فمن المستشرقين نجد: جوزيف فان إس، وانجيليكا نيوفرث، ونيل روبنسن، وسبيستيان غنتر ، وأ. هـ. جونز. ومن المسلمين غير العرب نجد: مصطفى شاه، وهو من أكثر الكتاب مشاركة في المجلة (له ست مقالات) ، وياسين داتون، وعبد الله سعيد ومستنصر مير وآخرون.


ثانيا: مراجعات الكتب: وهو باب خاص بالتعريف بالكتب التي تصدر في أوربا وأمريكا والعالم الإسلامي وتتصل بحقل الدراسات القرآنية.


ثالثا: الأخبار والتقارير والمراسلات: وهو باب تعرض فيه أنباء قصيرة عن كل ما يتصل بالقرآن من أحداث وإصدارات، وما يعقد من مؤتمرات أو يقام من مشاريع ونحو ذلك.


وقد أنشأ هذان الباب الأخيرين تلافيا للنقص الحاصل في المعلومات المتاحة عن التطورات التي تجدُّ في حقل الدراسات القرآنية من مؤتمرات أو أبحاث أو مقررات وبرامج دراسية، مما يعوق التقدم في دراسة القرآن.


رابعا: المقالات العربية: وهي لم تزل قليلة نسبيا، إذ لا يحتوي العدد في الأغلب على أكثر من مقالتين، كما أن عدد المشاركين فيها من العرب قلة، وهذا يعكس ضعف انتشارها في العالم العربي، وندرة المختصين الذين يعرفون بوجودها. فنجد من الأسماء العربية : تمام حسان (وله سبع مقالات بنسبة مقال كل عددين) وأحمد مختار عمر (ثلاث مقالات) وعبد الحميد مدكور، وحسن الشافعي وجاسر أبو صفية، عبد الرحمن المطرودي، وسنلحظ أنهم في الغالب ليسوا من المختصين تماما في حقل الدراسات القرآنية، وإن كان في صلب اهتمامهم كما هو عند اللغوي الكبير تمام حسان.


منهجية المجلة.. نموذج تطبيقي


من الصعوبة بمكان أن نحدد تفصيليا المنهجية المتبعة في الدورية وذلك لاعتبارات ضيق المقام فضلا عن كونها تجسد اتجاهات معرفية ومناهج شتى كما ورد في مقدمتها الافتتاحية. ولكن إذا أردنا أن نضرب مثلاً للكيفية التي تظهر من خلالها رسالة المجلة وغاياتها فيمكننا الإشارة بشيء من التفصيل إلى إحدى دراسات مصطفى شاه المتعددة (وهو فيما يبدو مشارك أساسي ومساهم في تطوير المجلة بشكل ما) فإذا ما أخذنا بحثه المطول عن نشأة التفكير اللغوي العربي وإسهام قراء القرآن ونحاة الكوفة والبصرة فيه؛ فسنجد فيه خطوطا منهجية أساسية:


ـ عمق الاطلاع على التراث الإسلامي، والتعامل معه برؤية نقدية.


ـ الإحاطة بالدراسات الحديثة والمعاصرة حول نشأة الفكر اللغوي العربي، سواء عند العرب أو المستشرقين، ومتابعة آخر ما يستجد في هذا الحقل من دراسات.


ـ مناقشة الدراسات والنظريات الحديثة، لاسيما تلك التي يقدمها المستشرقون، على قاعدة نقدية معرفية، تهتم بإبراز الإنجازات الجديرة بالاهتمام، بقدر اهتمامها بنقد الجوانب الفاسدة فيها.


هذه الخطوط الأساسية سنجدها في كثير من الدراسات التي ظهرت في المجلة، وهي تؤكد حرصها على ردم الفجوة بين الدرس الإسلامي والدرس الاستشراقي من جهة، وكذلك رغبتها في تجنب المقاربات الاعتذارية التي لا تقدم إضافة على المستوى المعرفي.


وفيما يلي خلاصة موجزة جدا لهذا البحث:


لاحظ مصطفى شاه أن إسهام قراء القرآن في إنشاء التراث اللغوي المبكر بقي مهملا ومتجاهلا في جلِّ الكتابات التي أرَّخت لنشأة العلوم اللغوية العربية، مثل كتب طبقات اللغويين والنحاة. ويرجع هذا التجاهل إلى أن مؤلفي هذه الكتابات كانوا في الغالب من أتباع إحدى المدرستين اللغويتين الكوفة أو البصرة، وهؤلاء قد مالوا إلى تأكيد استقلال إنجازهم اللغوي ومكانته المتميزة. وعلى الرغم من أن قراء القرآن كانوا الرائدين في إنشاء القواعد الأولى للتحليل اللغوي، فقد أهمل ذكرهم ونظر إليهم على أنهم يطبقون مناهج مهجورة وعتيقة الطراز في دراسة القرآن واللغة.


في هذا السياق يحاول مصطفى شاه أن يقدم مراجعة فاحصة للتراث اللغوي منذ بذوره الأولى، وللإسهام الذي قدمه قراء القرآن خصوصا. وقد تبين له أن العلوم اللغوية إنما نشأت بادئ ذي بدء لغاية أساسية هي خدمة النص القرآني، وأن روادها كانوا في ذلك الحين من قراء القرآن الذين اعتمدوا مقاربة وظيفية في دراسة اللغة: فصنفوا في الهجاء والرسم والنقط، كما أحصوا الاختلافات بين القراءات والمصاحف، كما قدموا بحوثا مهمة في الخصائص الصوتية للغة العربية وصلتها بتلاوة القرآن، إضافة إلى وضعهم لقواعد الوقف والابتداء.


لقد اعتبر القراء أنفسهم حفظةً لأداء القرآن، ومقاربتهم اللغوية كانت محكومة بمبدأ أساسي هو: «القراءةُ سنةٌ». ومع ذلك فقد برز في القراء أشخاص حاولوا أن يقدموا تفسيرات نظرية للخصائص اللغوية للقراءات القرآنية ويساهموا في بناء النحو النظري.


إن أدوات البحث اللغوية الذي استخدمت في تحليل الخصائص اللغوية للقراءات القرآنية وتفسيرها قد قامت في قسم كبير منها على الشعر العربي والأخبار ومأثورات الأعراب، ومن خلال هذه المادة قام القراء النحويون بتطوير نماذج للتحليل اللغوي أصبحت فيما بعد مثالا يحتذى في البحث النحوي. وكان من نتائج هذه النقلة المثيرة للجدل أن خضعت القراءات القرآنية للنقد وفقا للأعراف اللغوية المفترضة، ومن ثم للمطالبة بالإصلاح في بعض الحالات، على أن هذا لم يكن بدافع سيء، مطلقا، ولكنه الولع باللغة؛ وهذا بطبيعة الحال ما أدى إلى تقدم التفكير اللغوي العربي.


لقد كانت هذه المقاربة التجريدية البدائية للغة القرآن بداية للظهور التدريجي للتراث اللغوي في الكوفة والبصرة؛ التراث الأكثر حيوية واندفاعا نحو تشكيل نظرية عامة للغة ، نظرية لا تنفك تعترف بأنها نشأت من أجل خدمة القرآن أساسا. على أن مدرستي الكوفة والبصرة لم تتخليا عن أنماط التأليف التي اشتغل بها القراء، بل صنفوا كذلك في: النقط والإعجام والهجاء والوقف والابتداء والإدغام والهمز واختلاف المصاحف ووجوه القراءات.


لقد استطاع مصطفى شاه من خلال دراسته هذه أن يقدم صورة واضحة عن تطور الفكر اللغوي العربي منذ بداياته الأولى وحتى المرحلة التي تبلور فيها على يد سيبويه وأقرانه خصوصا. وذلك من خلال درسه لإسهام قدامى القراء ومقاربتهم الوظيفية للغة، ثم من خلال بيانه الكيفيةَ التي تطور بها الفكر اللغوي في مدرستي الكوفة والبصرة، والإسهام الذي قدمه قراء المدرستين على نحو خاص في تطوير هذا الفكر وتوجيهه، وصولا إلى المرحلة التي استقل فيها الدرس النحوي واللغوي عن القراء، ونشأ التمييز الوظيفي الواضح بين القراء باعتبارهم حماةً وحفظة للنص القرآني وقراءاته، والنحويين باعتبارهم باحثين منظِّرين لخصائصه النحوية.


 


مواضيع المجلة


على الرغم من حداثة عهد المجلة فإنها استطاعت أن تعرض لقضايا كثيرة تتصل بجوانب مختلفة من علوم القرآن: من التفسير عموما والقصص القرآني خصوصا، والدراسات اللغوية والدلالية، ونظريات التأويل، وتاريخ التفسير وبعض اتجاهاته، والدراسات البلاغية والبيانية، كما أبدت اهتماما ملحوظا بالدراسات المتعلقة بترجمة القرآن وما يحيط بها من مشكلات وصعوبات.


أولا: الدراسات التفسيرية:


وتشكل القسم الأكبر من المقالات التي نشرت في المجلة. وقد تناولت النص القرآني من جوانب عديدة:


أ- بنية السورة القرآنية:


نجد مقالات عديدة تناولت سورة بعينها من حيث وحدتها الموضوعية وتماسكها الدلالي، مثل:


ـ دراسات نيل ربنسون [6] (جامعة ويلز) عن البنية والتأويل في سورة المؤمنون (1/2000) [7] ، وكذلك دراسته الماتعة حول الترابط الموضوعي في سورة المائدة (1/2001)، وهنالك أيضا دراسته عن الجدل الكتابي حول الانتساب إلى إبراهيم عليه السلام في سورة الأعراف، وصلته بالجدل الذي ظهر في سورة البقرة (2/2004).


ـ دراسة إيان ريتشارد نيتون (من جامعة ليدز) عن سورة الكهف: بنيةً وعلاماتٍ (1/2000).


ب- دراسات القصص القرآني:


ـ دراسات أ.هـ. جونز (جامعة أستراليا القومية) الثلاث حول أيوب ويونس عليهما السلام (1/1999، 2/2001، 1/2002، 2/2003) وهي دراسات جمالية وبنيوية متميزة.


ـ دراسة أنجليكا نيوورث (الجامعة الحرة ببرلين) المطوَّلة عن قصة الخلق في القرآن (1+2/2000) وقد عالجتها من منظور يفرق بين مرحلتين القرآن الشفاهي قبل تدوينه ومرحلة النص الرسمي المدون، على أساس أنه في الفترة الفاصلة بينهما حصل تطور مهم له صلة بظهور الدراما في النص القرآني.


ـ عرض مستنصر مير (جامعة ينغستاون) لتفسير حميد الدين الفراهي (ت 1918) المفسر الهندي المجدد لسورة الفيل (1/2005) وتأويله المختلف كليا عن التفاسير التقليدية المعهودة لقصة أبرهة وما حلَّ بحملته المعروفة على الكعبة.


ـ دراسة إسماعيل البيرق (جامعة ساكرايا) عن قصة العجل الذهبي في القرآن (1/2001)، ودراسة تمام حسان (دار العلوم ـ القاهرة) عن بني إسرائيل في مصر (1/2000).


ج- التفسير الفقهي:


ـ من الدراسات الفقهية: دراسة ديكلان أوسوليفان (جامعة ديورهام) عن الاستشهاد بالقرآن لإثبات عقوبة المرتد أو نفيها (2/2001).


ـ ودراسة عبد بن إبراهيم الناصر (كلية التربية ـ الرياض) عن مبدأ الوكالة في الاقتصاد الإسلامي في ضوء القرآن.


ـ ودراسة عبد الرحمن المطرودي عن الإرهاب: رؤية قرآنية (1/2004)،


ـ ودراسة إدريس حامد محمد علي عن : وجوه الإنفاق المشروعة في القرآن (2/2004).


ـ ودراسة حامد ألجار عن الآيتين 78-79 من سورة الأنبياء وكونهما أساسا للاجتهاد (2/2002).


ثانيا: الدراسات اللغوية والدلالية


احتل هذا النوع من الدراسات أيضا مكانة معتبرة بين دراسات المجلة، ومن أبرز الدراسات في هذا الباب:


ـ دراسات مصطفى شاه (جامعة لندنSOAS) العديدة في نشأة الفكر اللغوي العربي وصلته بتاريخ القراءات القرآنية ودور قراء القرآن فيه (1+2/2003)؛ ودراسته عن إسهام النحويين في جمع القراءات القرآنية (1/2004)، ودراسته المطولة عن الأبعاد الدينية لنظريتي التوقيف والاصطلاح في نشأة اللغة والخلاف حول المجاز (1/1999، 1/2000).


ـ دراسات تمام حسان الدلالية: الصحة والجمال في النص القرآني (1/1999)، العلاقات النسقية في النص القرآني من جهتي التلفظ والتأويل العقلي (2/2001)، من وسائل الإبداع في لغة النص القرآني (2/2002)، المعنى الثانوي في القرآن (1/2005)، القرب والبعد النحوي في النص القرآني (2/2005).


ـ دراسات أحمد مختار عمر (دار العلوم –القاهرة) عن الفاصلة القرآنية بين ملائمة اللفظ ومراعاة المعنى (1/1999)، المترادف الكلي والجزئي في النص القرآني (1/2000)، تعدد جمع التكسير للاسم المفرد في القرآن (2/2001).


ـ دراسات حسين عبد الرؤوف (جامعة ليدز) عن الهندسة اللغوية في القرآن (2/2000)، والترابط النصي والمفهومي في النص القرآني (2/2003)، وكذلك دراسته حول آلية العرض والتطور النصي في القرآن (2/2005).


ـ كما نجد دراسة لهاروكو ساكيداني (جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية) عن العلاقة بين الجمل الاسمية والفعلية في القصص القرآني (2/2004)، ودراسة لأحمد شيخ عبد السلام (الجامعة الإسلامية بماليزيا) حول إمكانية تعدد المعنى في النصوص القرآنية (2/2000).


ثالثا: الدراسات البيانية والبلاغية :


وهي قليلة نسبيا، نجد منها:


ـ دراسة سوفيا فاسلو (جامعة لندن SOAS) عن الإعجاز القرآني: المسارات العامة والمقاربات الفردية (2/2002). ودراسة كايت زبيري (جامعة لندن SOAS): نحو نقد بلاغي للقرآن (2/2003). ودراسة توماس هوفمان (جامعة كوبنهاجن) عن اللغة الشعرية العبادية في القرآن: خصائصها وفضائلها (2/2004).


رابعا: دراسات في تاريخ التفسير واتجاهاته:


ـ دراسات عن التفاسير الصوفية: مثل دراسة توبي ماير (معهد الدراسات الإسماعيلية) عن الشهرستاني وإلغاز القرآن: دراسة تقييمية للمفاهيم التأويلية في مقدمة تفسيره (مفاتيح الأسرار) وتفسيره للفاتحة (2/2005).


ـ وكذلك دراسة أنابيل كيلر (جامعة كامبردج) التفسير الصوفي كمرآة: القشيري مرشدا في تفسيره لطائف الإشارات(1/2006).


ـ في قضية التفسير العلمي: دراسة بسطامي محمد خير (جامعة برمنجهام) القرآن والعلم: الجدل حول مشروعية التفسير العلمي للقرآن(2/2000). ودراسة ظفر إسحاق الأنصاري (معهد الدراسات الإسلامية بإسلام آباد) عن التفاسير العلمية للقرآن في الربع الأخير من القرن العشرين (1/2001). ومقاربة ماسيمو كامبانيني (جامعة ميلان) الهرمنيوطيقية قضية القرآن والعلم (1/2005).


ـ دراسات متنوعة في تاريخ التفسير: مثل دراسة بشير نافع عن الطاهر بن عاشور: حياته وفكره من تفسيره للقرآن (1/2005)، ودراسة عائشة كيسنجر (جامعة تورونتو) عن المرويات التفسيرية عن عائشة رضي الله عنها: دراسة في تأثيرها ودلالاتها(1/2004)، ودراسة كريستوفر ميلشرت (جامعة لندن) عن أحمد بن حنبل وموقفه من القرآن (2/2004).


خامسا: في ترجمة القرآن:


احتلت قضية ترجمة القرآن وإشكالاتها وقضاياها حيزا جيدا بين موضوعات المجلة، لما لهذه القضية من أهمية بالغة خارج العالم العربي عموما. ومن الدراسات التي قدمتها المجلة في هذا الحقل:


ـ دراسة مظفر إقبال (جامعة كاليفورنياـ بيركلي) المقارنة بين ترجمتي عبد الله يوسف علي ومحمد أسد الانجليزيتين.


ـ دراسة جيمس موريس (جامعة ايكستر) حول: ترجمة القرآن وتحديات التواصل: دعوة إلى ترجمة أدبية للقرآن، ترجمة تكون قادرة على نقل الأبعاد المختلفة التي يوحي بها النص القرآني وتأثيره على جميع الحقول المتصلة بالمعارف الإسلامية المختلفة، ليس فقط الجوانب التشريعية والعقدية، بل حتى الجوانب الجمالية والموسيقية وغير ذلك (2/2000).


ـ وحول نفس الهدف تأتي دراسة دراسة بروس لورنس (جامعة ديوك) عن محاكاة السجع في الترجمات الإنجليزية للقرآن، من خلال دراسة خاصة لسورة الضحى والبسملة (1/2005).


ـ ومن الدراسات المهمة أيضا دراسة إساك أ. أجونبياي (جامعة لاجوس ـ نيجيريا) عن ترجمة القرآن إلى اللغة اليوروبية ـ إحدى لغات الإثنيات المسلمة في نيجيريا ـ وتحليلها من منظور لساني اجتماعي (1/2001).


ـ ودراسة س. ك. الطباطبائي عن واجبات مترجم القرآن تجاه القراءات القرآنية (1/2002).


سادسا: تاريخ المصحف ومخطوطاته:


يبدو واضحا من خلال متابعة القضايا التي تناولتها مجلة الدراسات القرآنية، إهمالها أو تجاوزها للاهتمام بالدراسات المتصلة بتاريخ القرآن وجمعه، على الأقل بالشكل التقليدي والجذري الذي يظهر عند عدد من المستشرقين. ولكنها مع ذلك حاولت أن تغطي هذا الجانب من مداخل أخرى يمكن القول إنها تشكل جدلاً خفيا مع تلك الدراسات المشككة في صحة نقل القرآن، من جهة أنها تفند أسس تلك الدراسات الاستشراقية الواحدة تلو الأخرى. ومن هذه المداخل إعادة النظر في المخطوطات القرآنية القديمة وتحليلها ودرسها.


وقد تفرَّد في تغطية هذا الجانب من العلوم القرآنية ياسين دوتون (جامعة ادنبره) فقد قدم في ذلك عددا من الدراسات:


ـ دراسته المطولة بخصوص: النقط الحمراء والخضراء والصفراء والزرقاء : تأملات في تشكيل مخطوطات المصحف في عصر مبكر (1/1999، 1/2000).


ـ مصحف قديم على قراءة ابن عامر: دراسة لمخطوط مصحف يعد الأقدم للقرآن في أوروبا (من المكتبة الوطنية بباريس) (1/2001).


ـ ثم قدم دراسة لمخطوط قرآني في المكتبة البريطانية مشابه جداً للمخطوط الباريسي من حيث أنه كتب بالخط الحجازي على قراءة ابن عامر (1/2004).


وتثبت هاتان الدراستان أن القرآن قد كتب في عهد مبكر جدا، أي في عهد الأمويين، بما يؤكد ويبرهن على صحة كثير من الروايات الإسلامية عن تاريخ كتابة المصحف.


سابعا: نقد الدراسات الاستشراقية للقرآن:


أسلفت القول أن المجلة قد حاولت أن تقيم جدلا خفيا مع بعض الدراسات الاستشراقية لاسيما المتعلقة بتاريخ القرآن، ولكنها ضمت أيضا بعض الدراسات التي قدمت نقدا مباشرا لبعض الدراسات الاستشراقية في غير جانب من علوم القرآن، فمن ذلك:


ـ مناقشة حسين عبد الرءوف (جامعة ليدز) لآراء ريتشارد بل في كتابه «مقدمة للقرآن» (1953) حول تفكك النص القرآني، ومحاولة طرح رؤية عن آليات العرض والتطور النصي في الخطاب القرآني (2/2005).


ـ دراسة مصطفى شاه عن: أصول القراء في التراث الإسلامي القديم، والأدوار الدينية السياسية التي ساهموا بها (2/2005). ناقش فيها الآراء التي ركزت على الدور السياسي والديني للقراء في التراث الإسلامي.


ـ دراسة محمد عبد الحليم (جامعة لندن) عن التوظيف القرآني لقصة نوح (1/2006) ناقش فيها آراء ريتشارد بيل وديفيد مارشال حول مقاصد القرآن من سرد قصة نوح، وحول ما أسموه: «أنبياء العقاب».


ثامنا: نظريات التأويل:


من الدراسات التي قدمت فيه هذا المجال:


ـ دراسة أسما برلاس (كلية إثاكا –نيويورك) عن القرآن والهرمنيوطيقا ـ التأوُّليَّة ـ : قراءة في معارضة القرآن للأبويَّة (2/2001).


ـ دراسة ميشيل موميسا (جامعة برمنجهام) نحو نظرية هرمنيوطيقية إفريقية للقرآن (1/2002).


ـ دراسة أنجيليكا نيوورث : القرآن والتاريخ :العلاقة الخلافية، تأملات في تاريخ القرآن والتاريخ في القرآن.


هذه مجمل المواضيع التي تناولتها المجلة في سنواتها السبع الماضية [9]، وهي على الرغم من حداثة نشأتها قد استطاعت أن تستقطب طائفة واسعة من دارسي القرآن، لاسيما من المسلمين من غير العرب. ومن الواضح أن المجلة قد حاولت أن تستقطب المختصين ليكتبوا في مجالات اهتمامهم: مثل مصطفى شاه وتمام حسان في الدراسات اللغوية للقرآن، وياسين داتون في دراسة تاريخ المخطوطات القرآنية.


كما استطاعت أن تتجاوز الاهتمام الغربي بتاريخ القرآن، وذلك بالتواصل مع باحثين غربيين ذوي مقاربات مختلفة تقوم على قراءة النص القرآني داخليا، استكشافا لقوانينه التأويلية، وأبعاده الدلالية. هذا فضلا عن تقديمها دراسات عن تاريخ القرآن تثبت بطلان كثير من النظريات الاستشراقية المتطرفة عن تاريخ القرآن جمعا وتدوينا، وذلك دون الوقوع في شرك الكتابات السجالية التي تكثر في العالم العربي.


ولكن المجلة تبقى مقصِّرة في التواصل مع الباحثين والمختصين من العرب، فقد اقتصرت على دائرة محدودة جدا ، جلُّهم من غير المتخصصين في مجال الدراسات القرآنية (أساتذة كلية دار العلوم بشكل أساسي ـ التي ينتمي إليها البروفسور محمد عبد الحليم رئيس تحرر المجلة) وبعض الباحثين السعوديين. إذ إن قلة نادرة من الباحثين والمختصين في حقل الدراسات القرآنية عرفوا بها أو اطلعوا عليها. والحقيقة أن مسؤولية هذا تعود في الأساس إلى المستوى الأكاديمي المتردي للجامعات العربية، من حيث متابعتها للبحث العلمي حول العالم، أو اشتراكها في المجلات العلمية.


لهذا فإنني أرى أن جانبا كبيرا من أهداف المجلة وغايتها لم يتحقق بعد، وهو الاختلاف الإسلامي الغربي حول القرآن ـ من حيث كون الاختلاف حوارا، وجدلا معرفيا بناءاً ـ ، إذ إن المجلة تفتقر كثيرا إلى مشاركة الباحثين العرب فيها، ولعلها بحاجة لحملة إعلامية في بعض المجلات العلمية العربية (القليلة) تنبه بها الباحثين العرب إلى هذه الدورية الأكاديمية المتميزة، لاسيما من حيث إمكان النشر فيها بالعربية.


_______

[1] صدر العدد الأول منها في 2006. ويرأس تحريرها محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف


[2] تصدر عن معهد الإمام الشاطبي التابع للجمعية الخيرية للقرآن الكريم، صدر العدد الأول منها في 2006، ويرأس تحريرها: سليمان بن إبراهيم العايد، الأستاذ بجامعة أم القرى. كما أن هناك مجلة حديثة جدا صدر العدد الأول منها في مايو 2007 وسميت أيضا: (مجلة الدراسات القرآنية) وهي مجلة محكمة تصدر عن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، وهي تابعة لجامعة الملك محمد بن سعود الإسلامية. كما هناك مجلة قديمة ولكنها غير أكاديمية تسمى: مجلة الفرقان، تصدر عن جمعية المحافظة على القرآن، وكلها تصدر في السعودية.


[3] مصري تخرج في كلية دار العلوم، له عدد من الإصدارات في مجال علوم القرآن، مثل كتابه: Understanding the Qur’an : themes and style, 1999 وترجمته الممتازة للقرآن الكريم، والتي صدرت عن جامعة أكسفورد في 2004، وآخر انجازاته كانت بالاشتراك مع السيد بدوي في إخراج معجم عربي انجليزي للاستخدامات القرآنية للألفاظ وقد صدر في 2007 عن دار بريل الشهيرة. وينظم البروفسور محمد عبد الحليم في مركزه مؤتمرا دوريا عن القرآن يعقد كل عامين.


[4] عن كلمة التحرير التي صُدِّر بها القسم العربي من المجلة في عددها الأول عام 1999.


[5] عن كلمة التحرير من العدد الأول للمجلة


[6] لم تهمل الدراسة الإشارة إلى بعض النحويين الحجازيين ممن كانت لديهم إسهامات في التحليل النحوي، وكانوا أساتذة لنحاة البصرة والكوفة


[7] يبدو نيل ربنسون مشغولا جدا بدراسة بنية السورة القرآنية، وإثبات الترابط والتماسك بين أطرافها حتى لو كانت من طوال السور المدنية.


[8] تشير الإحالات المثبتة أعلاه إلى رقم العدد في السنة التي صدر فيها.


[9] هناك بعض الدراسات الاجتماعية والأنثربولوجية المتصلة بالقرآن : مثل الدراسة التي قدمها هيربرت بيرغ (جامعة نورث كارولينا) عن حركات الأمريكيين الأفارقة المسلمين الأولى وصلتها بالقرآن(1/2006).


 

 

01-10-2010 .   الملتقى /  /    .   http://almultaka.org/site.php?id=916