/

 

 

استراتيجية الكنيسة الكاثوليكية في تونس قبل الثورة وبعدها

عز الدين عناية

ويمكن القول إن الكنيسة في تونس وامتداداتها الخارجية، قد اتخذت موقفا نافرا من الحركة الإسلامية في تونس، تجلى بالخصوص في النأي عن رموز حركة النهضة، طيلة العهد الدكتاتوري. فمثلا لم تدعُ أي من رجالات تلك الحركة إلى مؤسسات الكنيسة العلمية أو منابرها الأكاديمية في روما طيلة الفترة الدكتاتورية، مثل "المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية" أو إلى الجامعات الحبرية، للحديث عن المسألة الدينية في تونس، رغم حرص الآباء البيض على تمتين صلاتهم بالأكاديميين التونسيين، أكانوا من مجموعة "إسلاموكريستيانا" أو مع مجموعة أساتذة الزيتونة النوفمبريين.

لقد ميزت سمتان بارزتان تاريخ الكنيسة في تونس في الزمن المعاصر: الصمت أمام الطغاة –كما كان الشأن مع زين العابدين بن علي- تحت مبرر التزامها بـ"دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، فتغاضت بشكل مشين عن انتهاكات النظام البائد؛ وفي الآن نفسه مساهمتها الفعّالة في نشر الرعب في الغرب من الإسلام وكان الأَوْلى التنبه إلى مفهوم الملة الإبراهيمية الغائب. ربما كانت تنقص الكنيسة شجاعة الوجود لتجاوز إرث الدهور. لكن مما يلاحظ أن تصريحات رجالات الكنيسة في تونس قد باتت أكثر اتزانا عقب الثورة، وأكثر جرأة في التصريح بما يختلج في الصدور. بعد التطبيع الحذر للعلاقة بين رموز الحركة الإسلامية في تونس وتنظيمات الكنيسة ، كان أبرز لقاء ذاك الذي رعته "مؤسسة الواحة" في تونس. حيث عُقِد في مطلع صائفة 2012، يومي 18 و 19 جوان، المؤتمر السنوي لمركز الواحة الكاثوليكي الذي يرعاه رئيس أساقفة مدينة البندقية أنجيلو سكولا تحت شعار: "الدين والمجتمع في مرحلة انتقال، تونس تسائل الغرب"، وقد هدف المؤتمر إلى متابعة مسارات التحول العميق في تونس .

كان محور لقاء الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي مع البابا فرانسيس (برغوليو) في سبتمبر 2014 حقوق الإنسان، والحرية الدينية، وحرية الضمير، ومن حق قداسة البابا أن يطرح ما يريد على الطرف التونسي. ولكن وددنا لو أن الرئيس الحقوقي تطرق إلى حق أطفال التونسيين و"الماروكيني" عموما، كما يسمى عرب إيطاليا، في "ساعة الدين" على غرار الكاثوليك، ونصف مليون مسلم من الصبية المسلمين معفيون من دراسة الدين في إيطاليا والملف الديني في إيطاليا بيد حاضرة الفاتيكان.


المقال كاملا في الملف المرفق

 

 

01-06-2016 .   الملتقى /  /    .   http://almultaka.org/site.php?id=973