/

 

 

تاريخية نصر أبو زيد ورهان تجاوز التلفيقية

طارق حجي

توصلنا في مقال سابق لكون التاريخية عند كل مفكر ممن اصطلح على تسميتهم بالتاريخيين، تمثل برنامجا خاصا من حيث تصوراته عن «التاريخ» -تعيينا وطبيعة- ومن حيث نظرته لـ «كينونة النص»، كذا من حيث منهجياته في التعامل مع القرآن ودور «التسييق التاريخي» في عملية القراءة وإنتاج المعنى، وحتى من حيث «عملياته المنهجية» شديدة الدقة مثل التعامل مع علوم القرآن التي تتناول علاقة القرآن بالواقع كأسباب النزول والنسخ، وقلنا أن أهمية هذه الاختلافات بين برامج التاريخية تأتي بالأساس من محوريتها في عملية إنتاج المعنى حيث يرتبط بها قدرة كل برنامج على الاقتراب من تحقيق هذا الرهان الرئيس عند التاريخيين جميعهم باختلاف برامجهم، «رهان المعنى». الحديث عن تأثير هذه الاختلافات في تحقيق «رهان المعنى» سنؤجله لمقال لاحق، وبدلا من هذا سنقوم هنا بخطوة أسبق وهي محاولة بيان أن «المعنى» ليس هو الرهان الوحيد للتاريخيين، وأن برامجهم المختلفة تصوريا ومنهجيا تحمل كذلك رهاناتها المختلفة. كذلك فإن لهذه الرهانات ولعلاقتها ب«رهان المعنى» المركزي أثر في تشكيل هذه البرامج بمفاصلها المنهجية، كما لهذه البرامج وتصوراتها ومفاصلها المنهجية أثرها في مدى تحقق هذه الرهانات. سنتناول هنا تحديدا رهان «تجاوز التلفيقية»، والذي نستطيع تبينه بكل وضوح كرهان لبعض برامج التاريخية مثل تاريخية نصر أبو زيد الذي يعتبر "التلفيق" سمة بنيوية في خطاب النهضة بل في الفكر العربي الحديث والمعاصر تجد حلها الوحيد في القول ب"تاريخية القرآن"، وسنحاول بيان أثر هذا الرهان على تشكل برنامج التاريخية النصري بشكله الخاص من حيث التصورات والمنهج، كما سنحاول اكتشاف مدى قدرة برنامج نصر بخصوصية سماته على تحقيق هذا الرهان. المقال في الملف المرفق:

 

 

15-05-2017 .   الملتقى /  /    .   http://almultaka.org/site.php?id=999