آخر تحديث للموقع

 2022-08-20

 
Facebook Twitter Rss

الفكر السياسي  .  التراث السياسي

الدين و الدولة    |    الحقوق و الحريات    |    الإسلام السياسي

  •     

التماثيل توشك على السقوط (من مذكرات شاهدعلى الحرب)

أحمد خيري العمري


عندما فتحت التلفاز، على الجزيرة طبعاً، كان هناك على الشاشة ذلك المشهد الذي أعدت ادواته بدقة وحذق..، لقد قصف الغزاة مكاتب الصحفيين المتفرقة أمس من اجل هذا المشهد، من أجل أن يأتوا جميعاً إلى هنا، بالذات، وليس مهماً من يموت من يموت، وأن يتيتم من يتيتم، ليس مهماً أن سالت دماء، او دموع.. المهم فقط أن يتم المشهد بارشادات المخرج الامريكي..
ساحة الفردوس امام فندق فلسطين، بالضبط حيث كنت صباحاً.. من أجل القميص !
في المشهد كان هناك الجنود الامريكان ودباباتهم وقد انتشروا في محيط الفندق والساحة، وكانوا يتصرفون كما لو أنهم قد فتحوا عكــا – رغم عدم وجود أي قطعات عسكرية، أي متاريس، أي اكياس رمل حتى..
.. ورغم أن المسافة بين المكان الذي "فتحــوه" – والمكان الذي كانوا فيه أمس- عند جسر الجمهورية، هي مسافة بسيطة جداً، واستطيع اجتيازها ركضاً –رغم كرشـي- في عشر دقائق..
كانت المسافة قصيرة، وخالية من أي مظاهر عسكرية، مع ذلك انتظر الغزاة يوماً كاملاً قبل أن يقتحموا المكان..
كانوا يريدون أن يتجمع الصحفيون والمراسلون كلهم هنا، في هُذا المكان.. كانوا يريدون من كل الشاشات – فـي العالــم- أن تتوحد لتنقل صورة واحدة موحدة..
.. (كنتم أنتم الهدف في ذلك كله. أكثر مما كنا نحن . كانوا يريدونكم انتم – كانوا يقصدون اذلالكم أنتم، لقد اسرونا واذلونا وانتى الأمر – لكن هُذا المشهد كان يستهدف اذلالكم انتم – طيلة الاسابيع الثلاثة الماضية كانت عيونكم مصوبة نحونا، كانت قلوبكم مصوبة نحونا، كانت دعواتكم، وآمالكم واحلامكم تنصب علينا- لم تكونوا تتوقعون النصر المطلق طبعاً – لكنكم، مثلنا تماماً، كنتم- على الاقل تودون رؤية الوحش الكاسر وقد كسر صلفه، وتحطم أنفه..
كنتم قد حلقتم عالياً عندما رأيتم المقاومة، وكبرتم عندما سقطت طائرة وهللتم عندما طلب الغزاة المزيد من الامدادات، وبدا عليهم الترنح والتخبط لعدة مرّات..
كان لديكم أمل بأنه هناك ثمة أمل.
.. وحتى ذلك كان كثيراً على ما يبدو. ويجب –حسب الخطة- أن لا يكون لديكم أي شيء منه..
لقد خفقت قلوبكم عندما رأيتم نقطة – مجرد نقطة على الحدود- تصمد لمدة أسبوعين، وانتشيتم عندما رأيتم البصرة تقاوم – والناصرية تضمد جراحها وتظل تحارب..
صار لديكم – خلال الثلاثة اسابيع الماضية- احلاماً، وآمالاً، وتوقعات.. وصلتم إلى قمة عالية،.. وجستم انفاسكم ترقباً، عندما وصل الغزاة إلى بغداد – وصلتم أنتم إلى أعلى نقطة من الترقب : لقد صمدت نقطة الحدود ولقنت الغزاة درساً، لابد أن بغداد –بغــداد !- ستقاوم أكثر، وستلقى الغزاة درساً أكبر..
وحبستــم انفاسكــم..
حسناً. اليكم الآن هُذا المشهد. وكلما كانت القمة التي وصلتم إليها مرتفعة أكثر، كلما كان ارتطامكم اشد ايلاماً.. وأكثر ايذاءً..
اليكم هُذا المشهد. سيحبطكم مائة عام او أكثر.
اليكم هُذا المشهد. أنه معد بأتقان من أجلكم وأجل آمالكم..)
جمعوا الصحفيين والمراسلين هنا. وجمعوكم أنتم حول الشاشات، وانتظروا حتى الساعة الرابعة عصراً –الواحدة بتوقيت غرينتش- حيث عدتم جميعاً من اماكن عملكم وكلياتكم ومدارسكم، إلى بيوتكم، ولم تخرجوا بعد منها..
نعم.. جمعوكم من اجل هُذا المشهد.. فراقبوه جيداً..
افتحوا عيونكم جيداً، واستسلموا للمشهد.. ولحقائق المشهد. هل قلتم أن لديكم أمل ؟. هل قلتم أن لديكم حلم ؟..
هُذا المشهد سيتكفل بكم : مرّة واحدة وإلى الأبد.
انظروا ما ستفعله بغــداد الآن. بغـدادكم. بغــداد عاصمة خلافتكم. بغـداد الرشيد والمأمون..
انظروا إليها جيداً. الحقيقة هي ماترون لا ما تسمعون. وما سترون هو هُذا المشهد الذي يغطي كل الشاشات، كل القنوات..
انظروا إلى ما سيفعله العراقيون. هؤلاء هم. هؤلاء هم الذين وضعتم آمالكم عليهم. فانظروا اليهم جيداً.
.. وموتوا بعدها لألــف عــام..

**************************
.. كان هناك في الساحة بعض العراقيين، ظهروا فجأة لا ادري من اين..
اود كثيراً لو اصدق أنهم ليسوا عراقيين. اود لو أصدق انهم مجرد كومبارس مأجورين من أجل متطلبات المشهد، مثل اولئك الاطفال المغاربة الذين اجروا من قبل البريطانيين من أجل أن يقوموا بدور اطفال عراقين وهم يلوحون بايديهم للمحررين..
اود لو اصدق انهم جاءوا اصلاً مع قوات الغزو – عراقيون او غير عراقيين- كما هو شائع ومتداول ، كمسكن للألم يتناوله الذين يؤلمهم ما حصل..
.. اتمنى لو استطيع تناوله انا ايضاً، اصدق و أنهي الأمر.. .. 
.. اصدق أنهم عراقيون، وأسجل تحفظي فقط على تجمعهم هناك. المنطقة ليست سكنية اصلاً. والكثافة السكانية فيها –مســاءاً- قليلة اصلاً حتى في الاوقات العادية. فكيف والوقت حرب ؟. وكيف وقد كانت المنطقة خالية صباحاً ؟..
.. من أين جاء هؤلاء ؟ كيف علموا بما يدور وجاءوا ؟ لا ادري.. المهم أنهم جاءوا، ها هنا إلى ساحة الفردوس في قلب بغداد..
.. في طرف الساحة نصب، تمثال، قلت لكم أني طالما تحاشيت النظر إليه.. واقول لكم الآن أني قبل شهر واحد فقط –شهر واحد بالضبط- - 9/3- وقفت انا وبعض الاصدقاء والتقطنا الصور هناك في الساحة، كنا حريصين تماماً على أن لايظهر التمثال في الصور. لم يكن يمثل بالنسبة لنا إلا كل ما نكره، كل ما نريد أن نتحاشى، كل ما نريد أن نزيل، ونحطم..
لكــن ابداً ابــداً ليس تحت مظلة الغزاة-
.. وعندما ظهرت الصور، بدت ساحة الفردوس بلا ذلك التمثال، بلا ذلك الوثن، كما هي عقولنا.. كما هي قلوبنا..
كانت الحرب على وشك البدء – بدءت بعدها بعشرة ايام وكل ذلك الضغط النفسي الذي مارسته الحرب الاعلامية كان هدفه أن ننزلق جميعاً- وقد انزلق البعض فعلاً – إلى واحد من خيارين : أما إلى جانب التمثال، الوثــن، ضم الطاغية المنصوب في كل مكان. وإما إلى جانب الغزاة..
نعــم. كانوا هم، يروجون لخيار كهُذا، من أجل أن ينتصر خيار الغزاة على الخيار الآخر..
وكان هو، ايضاً، الطاغية وتمثاله، يروج لخيار مماثل، يختلط فيه الوثن بالوطن، والتمثال بالعراق، من اجل أن ينتصر خيار الوطن – المشـوش بالصنـم- على خيار الغزاة.. كانا معا يسيران بخط واحد – بأتجــاه واحــد.. ، اتجاه يشغلنا عن خيار ثالث – خيـار آخر..
لا غــزاة ولا طغــاة..
خيـار يتجـه نحـو الوطــن..
للأسف، كثيرون وقعوا في المطب وتصوروا الخيار محصوراً بين ذلك التمثال القبيح – وبين اولئك الغزاة القبيحين..
وكثيرون تحرجوا من الاختيار عندما رأوه كذلك. وفضلوا الانتظار السلبي، على الاختيار المر..
البعض أنجر إلى الدفاع عن الوثن – متصوراً أنه يدافع عن الـوطــن..
والبعض سقط إلى جانب الغزاة مهاجماً الوثن – جاهلاً، او متجاهــلاً أو لا مباليـاً- أنه سيخسر الوطن..
هُذهِ هي حقيقة المشهد.. يوم السقوط..
اغلبية صامتة، مكممة، سالبة، تفضل الانتظار على الاختيار.. متجنبة عبء الاختبار –لأنها تعرف أن خيارها الاصلــي والحقيقــي غير مطــروح..
.. واقلية جاهلة – خلطت بين الوطن والوثن تماماً، واندفعت تدافع عن التمثال – الصنم..
.. واقلية جاهلة اخرى، اقر أنها اكبر عدداً من سابقتها، كانت قد اختارت اولئك الذين نصبوا الوثن وسلطوه، واختاروا الآن لسبب او لآخر أن يزيحوه، او يستبدلوه..
على هُذهِ الاقلية، التي اشدد أني لا ادري كيف علم بعض افرادها وجاءوا إلى ساحة الفردوس على هؤلاء ستركز العدسات وتصوب الانظار.. يوم السقوط، وسيقولون لكم، معممين : هؤلاء العراقيــين..

******************
كان من المفترض، حسب السيناريو المرسوم بدقة، أن الصورة ستغني عن التعليق..
وكان من المفترض أن يكون السيناريو صامتاً. فقط بعض الهتافات التشجيعية من الكومبارس – الأجيــر أو المتطــوع-.. ( لا فـرق كبير في النهايــة..).
.. وإذا كان لابد من تعليق، فلابد أن يكون على نمط التعليق على مباريات البسيبول الامريكية، مجرد تشجيع..
.. لكن، كان لابد للجزيرة، أن تشاغب.. كعادتها..

*****************
يقال أن الصحفيين ساديون بالفطرة.
اقول: خصوصاً اذا كانوا من"الجزيرة".
وعلى تفاصيل ذلك المشهد، انطلق ماهر ليعلق، بسادية مفرطة الحنان، مفرطة الفهم، مفرطة الهدوء..
انطلق ماهر، وصوته يعمل كمعول هدم – لا، بل كحفّار يغوص في اعماقك، ينكأ الجروح، ينكش الوساوس.. ويعرضها عليك في عمق عينيك – في عين الشمس- في قلب العراء..
.. كان ذلك المشهد سريالياً جداً، غريباً جداً، مليئاً بالرموز والدلالات.. وكان ماهر يعمل كمرشد سياحي، يفسر، ويؤرخ، وينظر..
.. كان سادياً بالفطرة.
.. وسادياً بالخبــرة.

*******************
.. في تفاصيل السيناريو، يقوم افراد من الكومبارس (الاجير أو المتطوع، قلنا لا فرق) بتسلق ذلك التمثال.. لغرض تحطيمه.. أو لغرض آخر غير معروف بعد.
.. الهدف من هُذا التفصيل هنا، هو أن تعلموا أنتم، كم هم اغبياء العراقيون..
.. انهم يحاولون تسلق التمثال الشاهق الارتفاع – الذي من الواضح تماماً أنهم لن يستطيعوا تسلقه..
-لكن سيأتي الحل من الغزاة.. بالصـدفة !-
كان عندهم بالصدفة طبعاً – ولاشيء غير الصـدفة- سلماً عالياً ليتسلق عليه اولئك العراقيون الذين لايعرفون ماذا يفعلون .
-ماذا كانوا سيفعلون لولا امريكا ؟– وحــده الله يعلـم- لكن ماذا يفعل هُذا السلم عند الافراد الاوائل من قوات الغزو ؟
أوه ! لعلهم فكروا أنهم سيحتاجونه في هُذا العمل أو ذاك. ربما فكروا أنهم سيبدأوا باصلاح اعمدة النور المعطوبة فور دخولهم إلى بغداد – أو ربما تصوروا أنهم سيجدون قطاً، أو كلباً أو طفلاً – فـي اسوء الحـالات- عالقاً في الطابق الثالث من عمارة ما، وسيساعدهم السلم هذا على انقاذه..
نعم، هُذهِ هي الاغراض التي من اجلها يوجد سلَّم مع تلك الكتيبة التي اقتحمت وسط بغـداد..
ربما لهم فيه مآرب أخــرى ؟؟
نعــم. ربما. لكن لا تسرحوا بعيداً في خيالاتكم التآمرية، التقليدية. تفرجوا فقط وكونوا مهذبين وتستطيعون أن تخفضوا الصوت أذا كان ماهر يشوش عليكم بتعليقاته..
.. السلَّم اذن،من تلك الدبابة التي ستبدوا فجأة مثل قبعة الساحر فيها كل ما يحتاجه المرء عندما يكون في قلب مشهد سينمائي كهذا.
يتسلق على السلم اثنان من العراقيين. ثم يكملان تسلقهما – بالصعود واحد فوق الآخر- وصولاً إلى القمة- إلى الهاويــة .. إلى ادنى درجة في ادنى درك في الهاويـة..
رأس الطاغيــة..
ستحبسون انفاسكم ترقباً. كما لو كنتم تشاهدون فلماً من افلام السيرك، في اللحظة الحاسمة، عندما يتعلق اللاعبان ببعضهما البعض –عنـد ذلك الحبـل الرفيـع- والاسود تحت قد فتحت افواهها..
.. لكن، لماذا الترقب ؟.. ماذا عساه أن يحدث ؟.. وماذا سيفعل هؤلاء وايديهم عزلاء..؟
سيقول هنا ماهر ما لن تنساه، رغم قسوته، ستصادق على قوله، ستهز برأسك موافقاً..
سيقول، بطريقة اقسى ما فيها برودها، بسادية اذكى ما فيها هدوءها، بطريقة عادية تماماً.. عن هؤلاء المتعلقين بعنق الصنم، انهما – الآن وحالاً لو مرَّ الطاغيـة – بشحمــه ولحمــه- امامهما، امام الحشود، لهتفا له وناديا بحياته، واكدا، عبر الهتافات والاهازيج، انهما سيفديانه.. بالــروح .. وبالــدم ..
كان ذلك صحيحا إلى حد بعيد جداً. أنها النفسية التي نعرفها جيداً، التي خبرناها جيداً..، أنها نفسية التصفيق لكل منتصر.. ونفسية الهتاف لكل غالب، نفسية النعيق مع كل ناعق..
لكن الطاغية لم يمر. لا بشحمه ولا بلحمه.. ولا بظله.. لم يكن ذلك جزءً من خطة السيناريو المرسوم بدقة..
لكن السيناريو كان يتجه بأتجاه آخر..
ففي اللحظة الحاسمة، عندما وصل واحد من المتسلقين إلى رأس التمثال، وحبسَ المشاهدون من امثالكم انفاسهم ترقباً لما سيحدث.. ستمتد يد من ايدي الجنود الغزاة، وهي تحمل العلم الامريكي، هناك قريباً من رأس الطاغية..
وتضعها على رأس التمثال…
سيذهلك المشهد. قد يبهرك. قد يجرحك. قد يصدمك. وقد يسيل دموعك..
لكن، عندما يلتف رأس الطاغية، بذلك العلم الامريكي، ويقف الصنم مشدوداً قائماً وقد غطى العلم الامريكي ملامح وجهه.. ستفهم للمرّة الاولى، الحقيقة في كل ما جرى..
ستفهم –ربما- للمرّة الاولى، أن كل تلك الوجوه التي ارتداها الطاغية لم تكن سوى اقنعة، وانه للمرة الاولى يستعد وجهه الحقيقي الذي لم تظن قط أنك ستراه بهذه الصراحة. بهُذا الوضوح.
.. كان الأمر دوماً مجرد تحليل. مجرد استنتاج. مجرد خبر متسلل من وثيقة استخباراتية هنا أو هناك..
أما الآن، فالامر صريح وواضح، وها هو الطاغية يرتدي هويته الاصلية.. ويظهر بوجهه الحقيقي – بعيداً عن كل الاقنعة.. بعيداً عن كل الشعارات.. ستكون لحظات دهرية خاصة. لحظات تكشف الحجب الحقائق والاسرار..
ستتذكر، أن تقاليد الغزاة في مراسيم دفن قتلاهم وشهدائهم تقضي بأن يلتفوا بالعلم الامريكي..
وستحاول أن تذكر، هل رأيت مرّة اخرى، احداً آخراً، يلتف بالعلم الامريكي، ما لم يكن عسكرياً امريكياً قضى حياته في خدمة ذلك العلم ؟
ابداً. أنها طريقتهم في التعامل بأحترام وتوفير وتبجيل مع موتاهم ،مع شهدائهم..
لماذا العلم يلف تمثال الطاغية اذن ؟
لا غرابة. أنه شهيدهم ايضاً بطريقة ما. ولم يحدث قط أن خدم هُذا العلم جنرال، كما فعل هُذا الطاغية.. لقد اوصلهم إلى هنا، إلى قلب بغداد، إلى عاصمة الخلافة، حيث تنظرون، حيث كنتم تنتظرون..
لكنه لم يمت بعد.. لماذا يعاملونه كشهيد ؟.
نعم. انه شهيد ايضاً بطريقة ما. لقد انتهى دوره بعدما وصلوا إلى هنا. من الصعب جداً آن يجدوا له دوراً آخراً في السيناريو.
لقد انتهى . احترق. وريثما يجدون له تصريفاً مناسباً، سيعاملونه –امامكم، أمام اعينكم، واثقين من غبائكم- كشهيد..
لكن للحظات فقط.
بعدها، ستمتد يد لتزيل العلم الامريكي. انهم يعرفون حساسيتكم المفرطة من الاعلام، يعرفون اهميتها بالنسبة لكم، أنكم مولعون بأحراقها في التظاهرات ومن ثم سحقها باقدامكم كما لو كنتم تصدقون انكم سحقتم الدول التي تمثلها..
نعم. الاعلام مهمة بالنسبة لكم. ولا داعي لرفع العلم الامريكي الآن، لقد جاءوا محررين لامحتلين كما تعلمون – وهُذا العلم المرفوع قد يشوه ويشوش على هُذهِ المعلومـة.. فلا داعي له..
سيقولون، عن رفع العلم الامريكي فوق التمثال، أنه خطأ غير مقصود –كما قالوا سابقاً عندما صرحوا أنها "حــرب صليبيــة" – أنهم واثقون أنكم طيبون وستصدقون تفسيراتهم بأنها مجرد زلة لسان. بأنه مجرد خطأ غير مقصود. في الحقيقة أنهم واثقون أكثر بأنكم لا تقرأون ولا تفهمون ولا تعلمون أن زلات اللسان – والاخطـاء غير المقصودة- هي في حقيقتها دلالات نفسية جوانية شديدة العمق. شديدة العمد.. وشديدة الصراحة..
أنه خطأ غير مقصود.. لكن لا بأس أن تفهموا، أن فهمتم، وأن تعوا، أن وعيتم، أنه العصر الجديد وقد جاء إليكم – وأن عصر الطغاة المستبدين قد انتهى، وأن عصراً آخراً، هو عصر الاستبداد الامريكي قد جاء، وهُذا –للحظات- صنمه.. ورمزه.. وتمثاله..
للحظات سيبدو التمثال-بوجهه الجديد –الحقيقي،و هو يتحدث اليكم ،يقول لكم، انا امريكا، انا ربكم الاعلى..
للحظات فقط.تكفيكم ان تفهموا ، اذا كنتم ستفهمون..
و اذا لم تفهموا وقتها،فلديكم متسع من الوقت لتفهموا
(اعماركم كلها..)
إزيل العلم الامريكي اذن..
وأنت غارقة‘’ في الدهشة، سيخرج واحد من المتسلقين العراقيين، علماً عراقياً، من جيبه، وسط التصفيق والتهليل الجماهيري..
حسناً !،ستتفهم أن يحمل الغزاة علمهم عندما يقتحمون عاصمة ما، لقد حملوه معهم حتى عندما وصلوا القمر، وعملوا على اداء بعض الخدع من أجل أن يبدو كما لو كان يرفرف هناك –مع العلم أن لا هواء في القمر كان سيجعله يرفرف- لكن ضرورات جماهيرية سينمائية جعلت العلم الامريكي يرفرف بشدة على القمر..
نفهــم ذلـك..
لكن ماذا يفعل العلم العراقي، بنسخته القديمة، في جيب هُذا المواطن العراقي، الذي يفترض أنه جاء بطريقة عفوية إلى هنا ؟..
علم بلادك قد يكون في قلبك. في عقلك. قد يكون في ضميرك وفي دفاتر اولادك. لكن أن يكون في جيبك ؟. وبنسخته القديمة التي مضى عليها أكثر من عشر سنوات ؟.
أنه أمر لم يحدث معي . ولا معكم. على ما أظن..
لكن دعونا نصدق أنه قد حدث. وأن هناك هُذا المواطن وقد خرج ليتمشى من منزله، ربما بعدما شرب الشاي، عصر ذلك اليوم، وفي تلك الحالة شديدة الحراجة من الناحية الأمنية، وقبل أن يخرج، تذكر أن يضع ذلك العلم – بنسخته القديمة- في جيبه.. لعله ينفع..
هل تصدق ذلك ؟ ولم لا؟. مصادفات كهذهِ تحدث في الحياة. كما تحدث في الافلام الهندية. والافلام العربية. وايضاً الافلام الامريكية. وحياتنا اليوم فلم امريكي. فلم لا نصدق؟..
هل تشمون رائحة مؤامرة ما؟. أوه، بالتأكيد . المشكلة في انوفكم. أنها تشم المؤامرة في كل شيء. تشم المؤامرة خلف كل حدث. وماذا لو كان هُذا المواطن لديه بالصدفة علم في جيبه، وبالصدفة كان هُذا العلم بالنسخة القديمة – دونما تلك الاضافة التي اضافها الطاغية قبل أكثر من عشر سنوات.. لا تصدقون ذلك. تلك مشكلتكم وسواء صدقتم، او لا ، فهذا ما يحدث..
ماذا ؟هل تقولون ان وسائل الاعلام نقلت صورة واحد من هؤلاء المتسلقين-و هو يقف كحارس شخصي لواحد من زعماء المعارضة الذين وصلوا العراق قبل يومين فقط..؟
انتم متطرفون و تتابعون وسائل اعلام متطرفة..
تقولون انها السي.ان.ان و ليست الجزيرة؟!
السي ان ان متطرفة ايضا .و انتم لا فائدة منكم. شاهدوا و اغلقوا افواهكم..
.. ها هو العلم العراقي، بنسخته القديمة، يعلو تمثال الطاغيـة..
لا. ليس يعلو بالضبط. لسبب ما، لن يغطي العلم وجه الطاغية، فقط يلتف حول عنقه-بارتخــاء..
سيعلق ماهر عن كون العلم يبدو كما لو كان ربطة عنق !..
سيبدو الأمر هزلياً. الشهيد الامريكي وقد ارتدى العراق، كربطةٍ في عنقه..
بعدها سيحاول المتسلقون، أن يربطوا ذراع التمثال، وجزء من جذعه بحبال – لا تدري أي صدفة جلبتها لهم- وسيحاولون جادين.. سحب التمثال..
سيستغرق ذلك وقتاً غير قصير. سيتكالبون ، عراقيون على الاغلب، على السحب والربط.. دون جدوى..
سيأتي صوت ماهر ليعلق على نواحي الركاكة والضعف في محاولات الإسقاط اليائسة..
ستنقل الشاشات ذلك بكل تفاصيله. انظروا إلى العراقيين. أنهم غير واقعيين. غير ملمين بالحقائق. انهم خياليون. غير مدركين لحجم امكانياتهم ولا لحجم العوائق التي تواجههم..
أنهم جاهلون، يتصورون أن بأمكانهم ازاحة ذلك التمثال الضخم –هائل الحجم- المثبت على منصة عملاقة، بمحض ايديهم.. بمحض حبال مهترئة – لابد من مساعدتهم. لابد من القيام عنهم بأعمالهم بدلاً منهم..
ستشاهدون ذلك. وستشهدون على ذلك..
العراقيون لايمكنهم فعل شيء. لابد لأحد أن يساعدهم..
وستأتي تلك الرافعة العملاقة –الامريكيــة طبعا- خارجة من نفس الدبابة القادرة على اداء كل الحيل السينمائية، لتقوم بما فشل به اولئك الفاشلين..
هل تشككون بتلك الدبابة و بطريقة مجيئها ؟ -أي صدفة جلبتها في تلك الساعة، مع تلك الكتيبة التي يفترض أنها كانت ستواجه بمقاومة عسكرية ضارية ؟.
لا تزالون ترون المؤامرة في كل مكان ؟! ابقوا كما أنتم ! ابقوا بهذهِ العقلية ! أنتم ايضاً فاشلون. انتم ايضاً اغبياء. لا أمل فيكم – لا جدوى منكم. كفوا عن التساؤل والتفكير وتفرجوا على ما تشاهدون ولا تفسدوا هُذا المشهد نادر الحدوث والسيناريو المرسوم بدقة..
سيقول هنا ماهر، شيئاً دامياً، شيئاً سادياً مروعاً، سيقول، والرافعة الامريكية تكاد تنجز في لحظات، ما عجز عنه العراقيون في عقود 
"يبدو أن العراقيين لم يفشلوا في اسقاط الطاغية وحسب. ولكنهم فشلوا حتى في اسقاط تمثاله، واحتاجوا إلى الامريكين حتى في ازاحة تمثاله".. صحيح يا ماهر. صحيح. ما قلته، رغم ساديته، رغم صلفه، رغم ما يبدو أنه وقاحته، لكنه صحيح..
ولكن، آه يا ماهر لو تعلم. آه، لو تعلم –وربما كنت تعلم- كيف حصل هُذا الفشل، وكم جرَ هُذا الفشل، وكم دفع العراقيون ثمناً لهذا الفشل.. آه، يا ماهر .. لعلك كنت تعلم.. أو لعلك لا تعلم.. لكن ذلك الفشل في ازاحة الطاغية كان دوماً –بطريقة أو بأخرى- لأنهم هم انفسهم،الذين يزيلونه الان، قامــوا بحمايتـه..
آه يا ماهر، هل ستصدق ؟ هم الذين زرعوه، وقووه واسندوه.. هُذا الصنم هم الذين نصبوه –وراقبوه من بعيد وهو يدمر البلاد و يستعبد العباد..
ثم، لسبب او لآخر، قرروا أن يزيحوه، فازاحوه.. ودمروا البلاد واستعبدوا العباد في خضم ذلك..
لكنك محق يا ماهر، أنت محق، لقد فشلنا في الازاحة. الطاغية كذلك.. وتمثاله..
وها نحن مقبلون على دفع ثمن باهظ لهذا الفشل..

***********************
.. في لحظات، كانت تلك الرافعة تنجز العمل..
لن يسقط التمثال. بل سينكسر قرب ساقيه. وسيبدو مجوفاً من الداخل. لن يدهشك ذلك. ابداً. لقد كنت تعلم دوماً أنه فارغ من الداخل وأنه هش رغم صلابته المظهرية..
وبينما ستسحب الرافعة جثة التمثال، و تنفس الجماهير عن مشاعرها عبره..
سينبهك ماهر إلى شيء ربما لم تنتبه له بقية الكاميرات.
سينتبه إلى الساقين الغاطستين في المنصة، وسيقول شيئاً سادياً – كالعــادة- سيقول، ربما ستكون جذور الطاغية عميقة في الاسمنت العراقي..
.. أنه ماهر فعلاً، هُذا الماهر، ماهر في انتقاء الكلمات. في نكش الجروح، في تعرية السيناريو المرسوم بدقة، كما في الافلام..
أنه ماهر حتى في انتقائه للصمت.. عندما يكون الصمت كلام..
لن يجاري مهارته في الكلام. إلا مهارته .. في الصمــت..

**************
لكنك مع ذلك مخطئ، يا ماهر..
جذور الطاغية لن تكون عميقة في الاسمنت العراقي – كما تتصور، أنها في الحقيقة، عميقة فيما هو أعمق بكثير من مجرد الاسمنت..
جذور الطاغية – هي جذور أي طاغية سابق ولاحق- هي جذور الطغيان والاستبداد العميقة عبر العصور، العريقة عبر القرون..
جذور الطاغية يا ماهر، هي نفسها دوماً، جوهرها على الاقل ثابت دوماً، تتغير التفاصيل تتجدد الاساليب.. لكن الطغيان يبقى محتفظاً بثوابته.. بجوهره..
تستطيع أن تسأل بغــداد عن ذلك يا ماهر. أنها خبيرة في ذلك. تاريخها كله يحكي ذلك. لا تصدق ابداً أنه كان هناك عهد بلا طغيان. لا. فقط كانت هناك عهود.. تبدو بالمقارنة مع سابقاتها او لاحقاتها ، أقل طغياناً..
.. ولعلك لاتعرف، يا ماهر، أننا نحن الذين نصنع من طغاتنا ما هم عليه من طغيان..
أنهم يبدءون عادة طغاة صغار. لن انكر انهم مؤهلون لذلك. لكن طغيانهم يكبر عندما يواجهون خنوعنا، خضوعنا، استسلامنا وسلبيتنا..
نعم. ليس الطغيان قصة استفراد الطغاة بشعوبهم فقط – لكنه ايضاً قصة استسلام الشعوب لذلك..
تلك هي المعادلــة يا ماهـر..
وتلك هي القصة التي تكررت على مر العصور في تاريخنا. اياك أن تتصورها حكراً على بغداد. اياك أن تتصورها حكراً على أسم الطاغية.
أنها ثابت شديد التكرار. أنها عامل مشترك أكبر.
..وبغــداد –عاصمة الخلافــة- كانت مجرد رمز لكل وكل ذلك –تمر به كل المدن، من المحيط إلى الخليج- من الجرح إلى الجرح.. من الوريد إلى الوريد..
.. ليس الاسمنت العراقي فحسب. ولكن اسمنت التاريخ الذي ورثناه، اسمنت المفاهيم المتراكمة البالية التي اوصلتنا إلى ما وصلنا إليه..
أسمنت الارث العريض من السلاطين ووعاظهم وفتاويهم ومنابرهم وجرائمهم المبررة طبعاً بفتاوي الاستبداد..
اسمنت الكرب والبلاء.
اسمنت طاعة اولي الأمر. مهما كانوا. اسمنت الدعاء لأولي الأمر. مهما كانوا. اسمنت الدعاء للسلطان الغالب. والدعاء على السلطان المغلوب..
اسمنت التصفيق للمنتصر. والسحل للمهزوم..
اسمنت الالقاب الرنانة : من ظل الله على الارض، إلى الحاكم بأمره، إلى الملك المفدى، إلى الزعيم الاوحد، إلى القائد الضرورة..
أنه الاسمنت القابع في نفسياتنا جميعاً.. أنه موجود فيك، كما هو موجود في، كما موجود في المشاهدين –اولئك الذين صدقوا الوثن وآمنوا به، و اولئك الذين آمنوا أن لن يزيحه إلا الغزاة..
.. الجذور فينا جميعاً يا ماهر.. عميقة فينا –عريقة فينا – وهو أمر لن يغيره إلا شيء في داخلنا. شيء يتبع من اعماقنا. شيء يفهم تاريخنا ويفقه تعقيدات تضاريسنا..
أنه شيء، لن تستطيع دبابة – حتى لو كانت امريكية- أن تفعله، هُذا إذا افترضنا جدلاً أنها تكترث أن تفعله..
أنه شيء علينا أن نواجهه بأنفسنا.. ونتحمل نتائجه بأنفسنا..
ولا شيء غير هُذا..

*******************
سقط التمثال ؟..
فألى الجحيم اذن. إلى اسفل درك في غياهب الجحيم. مصحوباً بلعناتنا، مصحوباً باسوء دعواتنا..
كل ما فعلته من سوء، ياسيدي الطاغية، - وكل افعالك سيئة بالمناسبة- كان في كفة، لكن ما فعلته الآن، عندما سلمتنا، كان في كفة اخرى..
الناس، ياسيدي الطاغية، في بلدك –اقصد البلد الذي تحكمت بمصائر ناسه واستعبدتهم لعقود- ناس طيبون. لقد تعودوا المغفرة، تعودوا النسيان. تعودوا التعود على الطغيان..
اكثر من ذلك، وقد تعتبر جنابك أن تلك بلاهة ما بعدها بلاهة، انهم تعودوا أن يترحموا على طغاة ليست في قلوبهم قطرة رحمة، وأنهم تعودوا أن يبكوا على طغاة طالما ابكوهم..
ناسك ياسيدي الطاغية، وانت لم تتسنى لك أي فرصة لتعرفهم – كانوا مستعدين دوماً لأن يغفروا لك- ولسواك من الطغاة.. لقد تعودوا على ذلك. تقولبوا على ذلك. جبلوا على ذلك..
كان يمكن لرعاياك أن يغفروا ثراءك الفاحش. رغم فقرهم المدقع .. كانوا سيقولون أنها هيبة الدولة.. وهيبة مسئولي الدولة..
.. وكان يمكن لرعاياك أن يغضوا النظر ولو بصعوبة عن قوافل المعدومين .. المظلوميــن..
اولئك الذين اختطفتهم زبانيتك واودعوهم قاعات التعذيب من ثم ساحات الاعدام.. احياناً، من أجل لا شيء، فقط من أجل أنهم –ربمــا- ضحكوا على نكتة تمس قداستك..
نعم، رعاياك كان يمكن أن يغضوا البصر – ولـو بصعوبــة- عن ذلك، كان هناك من سيغص .. ويتجرع العلقم.. ويقول .. أنها سياسة دولة..
.. رعاياك كان يمكن أن يتظاهروا أنهم نسوا تلك المقابر الجماعية – وحروب الابادة التي مارستها ضدهم- كانوا سيفضلون الستر. كانوا سيجزون على اسنانهم ويختارون الستر..
.. نعم، كان يمكن لرعاياك أن يبرروا كل فظائعك واخطائك، كل حماقاتك.. حتى حروبك الحمقاء التي دفع الملايين حياتهم ثمناً لها.. ستجد من رعاياك، بالذات من المكتوين بنارها – من يقول أنها ظروف دولية جرتك إلى ما فعلت، وأنه فخ نصبوه لك.. الخ .. الخ..
كل شيء. كان رعاياك مستعدون لتبرير كل شيء.
لكن الشيء الذي فعلته، هو أنك اوغلت في كل شيء، إلى أن اوصلت شعبك إلى ما وصلوا إليه..
الشيء الذي لن تنساه الرعية، ولن تغفره الرعية –ابــداً- انك اوصلتها، اوصلت بعضها على الاقل إلى الترحيب بالغزاة..
.. الشيء الذي لن ينساه الشعب، ابداً، انك –أنــت- أنت وليس غيرك.. من أوصل الغزاة إلى هنا.. قلــب بغــداد.. ساحة الفردوس..
كل شيء في كفة.
وهُذا في كفة اخــرة.
..ولا تــوازن..

***********************
بالمناسبة، قل لي ياسيدي الطاغية، بكم، ياترى، بعتنا ؟. بكم يا ترى بعت الرعية ؟.
بعتنا بنجاتك ؟. بعتنا بحياتك ؟. بقصر في مشتى سويسري فاره؟. أم بجزيرة غامضة استوائية الملامح ؟.
بكم بعت شعبك الطيب المسكين، شعبك الذي اوصلته إلى ما وصل إليه، شعبك الذي ابدت واستعبدت واذللت – اظنك ستشتاق إليه – بكم بعتــه ؟.
بارصدةٍ سرية ما، في بنك ما – في دولةٍ ما ؟؟..
أم بكل تلك الوثائق، والسكوت عما فيها ؟؟..
لا أدري..
ولا اظنك إلا قد بعتنا بثمن ما. (بثمن بخس. دراهم معدودة)
.. ولا ادري كيف امنت لهم ؟.
اعني كيف امنت من غدرهم – وأنت سيد العارفين، وأنت سيد الغادرين، هل غدر بك ذكاؤك وتصورت أنهم سيتركون دليلاً ما على جريمتهم ؟.
ابداً، في تفصيل من تفاصيل الخطة، سيغدرون بك. وسيتخلصون منك – دون أن يجعلوك شهيــداً. لن يمنحوك هُذا الشرف. انهم يعلمون أن رعيتك الطيبة الساذجة تقدس الشهداء..، لذلك لن يمنحوك هُذا الشرف..
بطريقة ما سيتخلصون منك..
ريثما يحدث هُذا، اقول لك : تبــاُ لك..،و لتمثالك..
.. ولكن ايضاً، تبــاُ لنـا..،لأننا خضعنا لأمثالك..
--------------------------------------

( من مذكرات شاهد على الحرب "ليلة سقوط بغداد")
 


تاريخ النشر : 04-04-2006

6151 : عدد القراءات


يلفت موقع الملتقى الألكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.


 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية   l   دراسات قرأنية   l   دراسات حديثة   l   الفقه و الأصول   l   العقيدة و الكلام   l   فلسفة التجديد

قضايا التجـديـد   l   إتجاهات الإصلاح   l   التعليم و المناهج   l   التراث السياسي   l   الدين و الدولة   l   الحقوق و الحريات

مفاهيم و مصطلحات   l   الإسلام السياسي    l    الظاهرة الدينية   l   فلسفة الدين   l   فلسفة الأخلاق   l    قضايا فلسفية

المـــرأة و النسوية   l   الإسلام و الغرب    l   عروض و مراجعات   l   إصدارات   l    حوارات و شخصيات   l    مـؤتـمـرات و متابعات

جديد الملتقى   l   سجل الزوار   l    رأيك يهمنا   l   اتصل بنا

   ©2024 Almultaka  جميع الحقوق محفوظة 

Designed by ZoomSite.com