مسالك الفقه الإسلامي إلى القانون الغربي
أبو يعرب المرزوقي
ومن عجائب الأمور أن المتكلمين عجلوا بما أرجأه القرآن وأجلوا ما عجله. فما أرجأه الله هو الحكم في متشابهات العقائد التي هي كلها من الغيب وأهمها معرفة من المؤمن بحق ومن الكافر فسارعوا إلى تكفير بضعهم بعضا. وما عجل به الله في متشابهات الشهادة وأهمها تقويم الحكام من حيث أداء الأمانة أرجأوه إما خوفا من الحكام أو طمعا وتواطؤا. فكان أن أصبحت شريعة الله تدور حول أحكام العقائد بدلا من أن تكون دائرة حول الشرائع. وبذلك فهم قد جعلوا الحكم في العقائد من مشمولات الحكم في الشرائع وجعلوا حاكم الأرض بديلا من حاكم السماء في ما اختص به وأجلوا ما يتعلق بحاكم الأرض خارج عن سلطان حاكم السماء: وبذلك فقد جعلوه مطلق الحكم في الدنيا. ....المزيد
|