آخر تحديث للموقع

 2022-08-20

 
Facebook Twitter Rss

حوارات وشخصيات  .  

  •     

جدالات الإعجاز العلمي:حوار مع الدكتور طه جابر العلواني

طه جابر العلواني


حوار: معتز الخطيب

 

 د. طه جابر العلواني أحد العلماء المعروفين باشتغاله في "إسلامية المعرفة"، وكان مديرًا للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، وهو رئيس جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في أمريكا، وممن اشتغلوا على أزمة الفكر الإسلامي، بالبحث عن الأبعاد الغائبة فيه، وهو معروف بنزعته النقدية للتراث، وهو ما شجعنا على أن نحمل إليه بعض التساؤلات النقدية حول "جدالات الإعجاز العلمي" لنسمع رأيًا نقديًّا فيها، فنزيدها ثراء. 
خلاصة الحوار أن العلواني يرى أن الإعجاز العلمي خطوة تالية للتفسير العلمي، فهؤلاء يفسرون القرآن تفسيرًا علميًّا، ثم يقولون بالإعجاز العلمي، فيخلصون إلى نتيجة: أنه لما كان القرآن سابقا في الكشف عن هذه الأمور فهو معجز ومتحدٍّ حتى لهذا العلم. وبهذا فالعلم الغربي – عند هؤلاء- هو الأساس، ومن ثم فالعقل المسلم لم يتحرر، وما زال يتأثر ويتابع الغرب ولم يستقل عن مداره، وما زال يدور وهو يحمل القرآن، وهو يقول: انظر! إن القرآن تحدث عن النظرية كذا وكذا في الفيزياء وغيرها ثم هذا دليل إعجازي؛ فقط لأجل أنه سبق زمانًا. وبهذا رجعنا بالتفكير العلمي إلى الوراء.
وحول اختلاف منطلقات الجدل حول التفسير والإعجاز العلميين قديمًا وحديثًا، يرى أن منطلقات الشاطبي وغيره، تنبثق من المحافظة على الخطاب القرآني مرتبطًا باللغة العربية؛ فكل ما لا يحتمله السياق في اللغة العربية يريد إبعاده ونفيه. في حين أن منطلق شلتوت وآخرين كان الدفاع عن الإسلام، وأنه لا يرفض العلم، ولكن لا ينبغي أن نصف القرآن بأنه كتاب علم.
وحول المشتغلين بالإعجاز العلمي، يرى أنهم يغلب عليهم مسلك الدعاة؛ فالدعوة قاسم مشترك بينهم ويعتقدون أنهم أمسكوا بأقوى سلاح. وفيما يخص الذين هجروا تخصصاتهم العلمية للحديث في الإعجاز يقول: إن العالِم حينما يقف عند مستوى معين، خاصة عندما يترك تخصصه ويذهب للدعوة ويتحول إلى خطيب وداعية لن يخدم الإسلام في تخصصه. ويتساءل: متى أحترم منهج هؤلاء؟ عندما أجدهم قادرين على إيجاد "بدائل علمية"، وحين يثبت العالم المسلم تألقه وقدرته خارج بلاده كداخلها.
وهذا نص الحوار:
بين التفسير والإعجاز
* نجد مقولات شائعة بين بعض الباحثين وكثير من الدعاة، مثل "التفسير العلمي" و"الإعجاز العلمي"، ومن قبل ذلك نعرف ونقرأ الكثير عن العلاقة بين الإسلام والعلم التجريبي وما يكتنفها من مشكلات وتساؤلات، وأودّ التساؤل هنا عن مرادنا بالتفسير نفسه، وما تثيره تلك التسمية مضافةً إلى "العلم" في ظل تلك الإشكالات التي تتحدث عن الإسلام والعلم.
المراد بالتفسير - عمومًا - معرفة ألفاظ أو مفردات القرآن الكريم كما يعبر البعض، فالمنطلق في التفسير "المفردة القرآنية"؛ على اعتبار أن نظرة من بدؤوا بممارسة التفسير أن الآية القرآنية مجموعة كلمات لها بداية وفاصلة؛ فإذا انطلقنا من تفسير الكلمة أو المفردة فذلك يمكّننا من الإحاطة بمعنى الكلمة، وإذا ألممنا بآيات السورة أحطنا بالسورة كلها، فهو إذًا معرفة معاني الألفاظ أو المفردات القرآنية، ومن هنا اختلف العلماء في تسمية "التفسير" علمًا، وهناك خلاف طويل عريض في هذا الأمر؛ باعتبار أن لكل علم مجموعة مبادئ حصروها في 10 وهذه المبادئ لا يراها الكثيرون تتحقق في هذا العلم إلا بشيء من التكلف. قالوا: هو فن وليس بعلم من هذه الناحية، ومن ناحية تعلقه بمعاني مفردات القرآن كما ذكرنا، هذا عن التفسير بصفة عامة، وقد أخذ التفسير عدة اتجاهات، فهناك التفسير القائم على ملاحظة البيان، والتفسير الذي يتحرى آيات الأحكام لمعرفة فقهها، والتفسير العقلي، وهناك التفسير الإشاري ويغلب على المتصوفة أن يمارسوا هذا النوع، وتتعدد أنواع التفسير حتى زماننا هذا، فهناك نوع من الاتجاهات برزت مثل التفسير الموضوعي والعلمي.
والعلم هو الصدمة التي تلقتها الأمة الإسلامية، وهي في حالة تخلف حضاري، عندما برز العلم الغربي بشكله الفعال المسيطر فبهر الناس به، فبهروا الغرب والشرق معًا، فحتى الغربيون بعد اكتشاف الكثير من الجوانب العلمية وتكامل تلك الجوانب وبروز المنهج التجريبي والثورات المتعددة نادى بعضهم بأنه لم يعد هناك حاجة للدين ولا للآلهة، بل قالوا بموت الإله؛ لأن العلم يغني عنه.
* قيل كلام كثير حول التفريق بين ما سُمي بالتفسير العلمي وما سمي بالإعجاز العلمي، وأعتقد أنه لا يزال هناك لبس يحيط بهما؛ لأنهما مقولتان جدليتان من أول يوم، كيف ترون العلاقة بينهما؟
في الحقيقة عملية التفسير العلمي والإعجاز العلمي متصلتان، ومن الصعب جدًّا أن نفرق بينهما، فمن خلال الكشف العلمي يكتشف القائل بالإعجاز علاقة بين قضية علمية والقرآن الكريم، ويقول: هذا تفسير الآية في ضوء العلم، ثم يدّعي أن القرآن سبق في الإشارة؛ إذن القرآن معجز؛ لأنه سبق بالإشارة قبل 14 قرنًا، فبينهما ترابط، إذًا فالإعجاز يترتب على التفسير، فأنا في الخطوة الأولى أفسر القرآن تفسيرًا علميًّا، أما الخطوة الثانية فهي استنتاج أنه لما كان القرآن سابقا في الكشف عن هذه الأمور فهو معجز ومتحدٍّ حتى لهذا العلم الذي تجعلونه إلهًا وهو كل شيء.
وهكذا رجعنا إلى "فكر المقاربة" يعني أن مدعي التفسير العلمي والإعجاز يقارنون بالفكر الغربي، فما زال الغرب هو المحور، فالعقل المسلم لم يتحرر، وما زال يتأثر ويتابع الغرب ولم يستقل عن مداره، وما زال يدور وهو يحمل القرآن، وهو يقول: انظر! إن القرآن تحدث عن النظرية كذا وكذا في الفيزياء وغيرها ثم هذا دليل إعجازي؛ فقط لأجل أنه سبق زمانًا.
والقرآن ما قال للناس: أنا معجز، القرآن تحداهم فقال: أنا هنا، وأدّعي أني كلام الله، وأني فُصّلت على علمه، ومن يزعم أني لست كلام الله ولا احتوى على الحكمة والهداية والنور وكذا .. فليأتِ بسورة من سوره أو مثله. هذا منطلق التحدي.
والمنطلق هذا الذي يسمونه التحدي العلمي، يعنى أني أتيت بنظرية وقلت: يا علماء هذه النظرية استنبطتها من القرآن الكريم وأتيت بها منه ودخلت بها المختبر وتأكدت من صحتها، وأتحداكم أن تقدموا لي ما هو خير منها، فهذا تحدٍّ وإعجاز، ولكن أن أُسقط ثقافة العصر العلمي على القرآن وأقول: يا قرآن! .. ثقافةُ هذا العصر فيها نظرية النسبية، هل عندك نظرية تقول بذلك!! فهذا ما لا يصح.
أنظر في القرآن وأنا متأثر بثقافة العصر فحين أقول لكِ انظر إلى الهلال ليلة رمضان أو العيد .. انظر في هذا الاتجاه، فأحيانا الإنسان يتصور أنه 100 هلال؛ لأننا وضعنا في خيالنا ذلك، فالثقافة المعاصرة في أذهاننا جميعًا؛ فعندما يأتي للقرآن ويقرأ القرآن بهذه النظارة ويفهم ويستنبط ما يراه بالنظارة العلمية التي يرتديها فأقول هذه الآية تعطي المعنى الفلاني وتتصل بنظرية كذا.
لقد رجعنا بالتفكير العلمي إلى الوراء .. بدلاً من أن يقوم بفكر المقارنات رجع إلى المقاربات الذي هو أقل شأنًا، وأسقط ثقافة العصر الغربية على القرآن الكريم، ويا قرآن!.. هل تحتمل هذه النظرية وهل تؤيدها أم لا؟ فالقرآن هنا تابع إلى الشكل الغربي المنقطع عن الله الذي هو أعور ينظر للكون ولا ينظر إلى الوحي.
* مما يتصل بهذا الجدل حول الإعجاز العلمي، جدل قديم حول التفسير العلمي، نشأ عند أئمة كبار كالشاطبي وغيره، ونجده لدى المعاصرين كالشيخ شلتوت وأمين الخولي وآخرين، كيف ترون ذلك الجدل وما علاقته بالجدل المعاصر حول الإعجاز العلمي؟
منطلقات الشاطبي وغيره، والذهبي حينما عارض فخر الدين الرازي، تنبثق من المحافظة على الخطاب القرآني مرتبطًا باللغة العربية؛ فكل ما لا يحتمله السياق في اللغة العربية يريد إبعاده ونفيه، ولذلك قال الذهبي عن الفخر الرازي وهو يترجم له: "والرازي من أوائل من كتب في التفسير العلمي، فهو كإنسان من علماء الكلام الكبار جدًّا، نظر إلى علوم الطبيعة على أنها أجزاء من الأدلة على وجود الله، دليل على الوجودية والربوبية الإلهية"، والذهبي يقول في تفسير الرازي: "حوى كل شيء إلا التفسير"، ويرد السبكي على الذهبي: "أخطأت في حق الإمام؛ إن فيه - مع التفسير - كل شيء"، والخلاف قديم، ولكن منطلقات المتقدمين كانت قائمة أو منبثقة لمحاولة الحفاظ على النص القرآني باعتباره خطابًا لغويًّا عربيًّا لا ينبغي أن يُخرج عن شيء لم تفهمه العرب، وخاصة بالنسبة للشاطبي؛ فقد كان يقيد فهم القرآن بالقرون الثلاثة: الصحابة، وكبار الصحابة والتابعين وكبارهم، فأي نص آخر، يعتبره فهمًا فيه تَزيّد لا ينبغي الذهاب إليه.
أما الراحل شلتوت والعلماء الآخرون فالمعركة لديهم دارت عند تفسير حجازي وبعض التفسيرات التي استخدمت العلم وجاءت في مرحلة الدهشة للأمة وكانت تحاول فقط - خلال هذه المرحلة - الدفاع عن الإسلام بأنه يحترم العلم ولا يرفضه، وإذا كانت الكنيسة عملت مشاكل فهذا غير موجود في الإسلام.
كان منطلق شلتوت وآخرين الدفاع عن الإسلام، وأنه لا يرفض العلم، ولكن لا ينبغي أن نصف القرآن بأنه كتاب علم؛ خوفًا من أن يوجد أي شيء قد يشير إلى نوع من التنافر بين القرآن والعلم، أما المنطلق الذي انطلق منه فهو أنه لا ينبغي أن نسقط ثقافة العصر على القرآن، والعكس هو الصحيح.
ومنطلقي أنا منطلق آخر، وهو أن إسقاط ثقافة العصر ممنوع على القرآن؛ فالقرآن المهيمن والمصدّق، لا ثقافة العصر الماضي ولا الحاضر: العلم نفسه مرّ بأطوار؛ الطور الأول نادى فيه نيتشه بتأليه العلم، هو طور يقوم على يقينات محضة، فأي نظرية أو مبدأ يقره العلم فالعلماء يعتقدون أنه يأتي باليقين الكامل.
جدالات الإعجاز العلمي
* محور الجدل نجده كذلك يدور حول مسألة القطع والظن، أو بتعبير آخر، حول قطعية القرآن واحتمالية العلم التجريبي، كيف ترون هذا؟
بعد أن حصلت في القرون الماضية أمور أوجدت شيئًا اسمه "أزمة المنهج العلمي" وأزمة العلوم الطبيعية، أصبح المنهج العلمي يخطئ أحيانا، فنأخذ جميع المقدمات التي يعطيها المنهج العلمي، لكن النتيجة تأتي مغايرة، فتحولوا من اليقينية إلى الاحتمالية، فالعالِم عندما تسأله: هل تؤمن بوجود الله؟ يقول : لا أعرف.. ربما، قبل ذلك كان الجواب: لا .. العلم لم يثبته، فالمعلوم هو كل شيء خضع للحس والتجربة والمنهج العلمي ينتج اليقينات، فلما تخلف المنهج العلمي تراجعوا عن قضيتين أساسيتين، وتغيرت الكثير من النظريات الفيزيائية فدخلنا في الاحتمالات.
نحن نقول في أصول الفقه: يوجد القطع والظن، والقرآن يأتي باليقين فلا يشك في قضاياه، والبعض يقول: السنة ظنية فهي دون مرتبة القرآن فيضعون القرآن أولا والسنة ثانية، فكيف أفسر القرآن بنظريات على الاحتمال وكيف أتحداها؟.
العلم تراجع عن السببية الجامدة، بمعنى أنه ليس بالضرورة الأخذ بالأسباب ولا حدوث النتيجة، والدليل على ذلك "ناسا" والكوارث التي حدثت بها، حادثة تشالنجر لم يجدوا سببًا لسقوطها. فالعلم تحول من اليقينية إلى الاحتمالية، فكيف أجعل القرآن يجرى وراء العلم والقرآن يقيني، في حين أن العلماء يمكن أن يتراجعوا بعد فترة عن نظرياتهم؟.
* مما يتصل بالجدل أيضًا ذلك الجدل الذي يدور حول العلاقة بين الحقيقة القرآنية والحقيقة العلمية، كيف نفهم هذا؟
من قال لهؤلاء: إن هذا الثبات في تلك العلوم هو ثبات دائم؟! فكثيرًا ما يقرر العلم ثبات نظرية ثم يغيّرها بعد 100 عام، الآن جدل فرنسا وأمريكا هو الاحتباس الحراري في الأرض اختلاف عريض بين مدرستين.
من الذي يستطيع أن يقدم له الدليل على أن النظرية لن تتغير أو لا تنطبق عليها الاحتمالية؟ هل هناك متابعة حقيقية من إخواننا؟ أنصحكم أن تنسحبوا إلى الاستئناس وليس التأكيد، لقد قرأنا القرآن قراءة عوراء، تخلفنا لأننا لم نقرأ الكون ولا الوحي؛ لأننا لم نجمع بينهما، وعظمة الصحابة أنهم جمعوا بين القراءتين، وهذا التفسير العلمي أو الإعجاز العلمي يكاد يكون مرعى لحوالي 80 سنة لنوفل وحفني وآخرين من بدايات القرن - غير الذي عملوا في التاريخ - ماذا أحدثوا؟ لم يحدث الكثير، ربما أسلم بعض المفكرين، فمثلا موريس بوكاي قام بمقارنة بين الإنجيل والقرآن والتوراة وآمن بالإسلام وهو طبيب ووجد التوراة تخالف العلم وكذلك الإنجيل، وهذا سبب التصادم بين الكنيسة والعلم، ووجد القرآن نزل بأسلوب خال من التناقض مع أي نظرية علمية لا حاضرة ولا مستقبلية، فالقرآن يعطيه منهجًا للتأمل في الطبيعة وليست أحكامًا صلبة.
هناك من يهتم من المسلمين بالآثار ودراسة الطبيعة من آيات القرآن، لو درسوا الذبابة من الناحية العلمية مثل ما يدرس الغرب النمل والحشرات وكذلك النحل وحياته لكشفوا الأسرار والمنافع واستنتجوا أن هذه أدلة على أن هناك خالقًا، ولا يمكن أن تكون تلك المخلوقات وجدت مصادفة أو خلقت نفسها أو الطبيعة.
علوم الوسائل والمقاصد
* لكن هناك مشكلة حقيقية - ربما - في ثنائية الإسلام والعلم، بالرغم من كل ما يقال عن استعارتها من الغرب وأنها ثنائية طارئة أو مفتعلة، تلك المشكلة نجدها في تمركز جزء كبير من تاريخ الحضارة الإسلامية حول الدين/النص، ومن ثم نشأ التقسيم المعروف للعلوم: علوم وسائل وعلوم مقاصد، فحتى الاهتمام بالعلوم الطبيعية تمّ لأجل النص الديني. كيف ترون ذلك؟
الأمة الإسلامية - للأسف الشديد - بعد ما تناست أوامر الله منذ البداية بقراءة الكون من خلال الوحي، والاهتداء في مسيرة الكون بالقرآن لتحقيق مقاصد الحق من الخلق في العمران وتحقيق ذلك العمران بالقيم التي جاء بها القرآن، فبعد أن تجاهلت الأمة هذا كله وانصرفت إلى العلوم الشرعية والبحث عن أفضلها، هل الحديث أم التفسير أم الفقه أم أصول الفقه أم علم العقائد أم الكلام ... انشغلوا بهذا واتجهوا إلى اتجاهات فأطلقوا كلمة العلوم الشرعية على هذه العلوم التي هي 11 علمًا، خمسة منها يسمونها المقاصد، والبقية هي علوم الوسائل، وهي وسائل تدعيم هذه العلوم، انشغلوا بهذا وكأن العلوم الأخرى ليست شرعية.
في عهد الأزهر ودخول نابليون اعتُبرت 100 علم علومَ وسائل، فالمسلمون أسسوا علم الفلك والهندسة والرياضيات، وكلها لخدمة قضايا دينية، فاعتبروا علوم الكون من العلوم الوسائلية ودرسوها، ولكن في فترة من الفترات حدث ركود وأهملت، فأصبح المسلم عاجزًا عن متابعة علوم الكون بالشكل الذي كان سابقا، وتطورت هذه العلوم خارج المنهج الإسلامي، وتطورت في الغرب فأصبحنا ننظر بعين عوراء تنظر للعلوم الشرعية وتنسي علوم الوسائل فحدث التخلف، والقصة طويلة، ووجدنا أنفسنا أمام مارد غربي ينتج النظريات العلمية ويستخدم المنهج العلمي ورغم هذا برز لنا القياس الذي اعتبروه الدليل الراجح؛ لأنه يبحث في العلة والسبب والتجريب عندما نحتاج لتحقيق المناط والكشف عن المناط، هذه كلها قادت إلى نوع من البذور في العقل الإنساني والذي تطور على يد الغرب بعد ذلك.
وأمام هذه الدهشة والانبهار الذي حدث للمسلمين أمام الحضارة الغربية بعد أن طال الأمد بينهم وبين علوم الطبيعة وغيرها من علوم قراءة الكون، إذا بالمسلمين يقفون مواقف عجيبة تجاه تلك الصدمة وتجاه الانبهار؛ فالبعض قال: بيننا وبين الغرب مسافة شاسعة بحيث يقدرها البعض بـ 600 سنة، لذا لن ألحقه، وليس لي أمل سوى أن أتبنى نظريات الغرب وأن أتابعه وأستفيد منه، وسميناهم بـ"النخب" والتي انتشرت في العالم الإسلامي وتسيطر على مقاليده.
وهناك آخرون عزّ عليهم أن يقروا بالهزيمة، فقالوا: نحن نقارب الفكر الغربي، فبدأ "فكر المقاربة" يعني أن آتي بفكرة غربية وأقول: أنا عندي شيء يماثلها، لكن ليس بنفس القوة، فالغرب ينتج ويفجر طاقات الطبيعة، وأنا أكتب عن العلم في القرآن والسنة، وأقول محاضرة كاملة في فوائد العلم، ولكن كيف أجعل هذه الأمة تتبنى العلم، وكيف أجعل الأمة تنتج منهجًا .. ويقول الغربي: عندي ديمقراطية والحاكم أقيده لا يتجاوز حدودًا معينة، وأنا أدرس التراث الإسلامي فأقول: أنا عندي الشورى وهي أحسن. أنا عندي حضارة مثلك فلا تتصور أننا لا شيء، هذا فكر المقاربة. مرت هذه المرحلة وتجاوزناها بقليل إلى فكر المقارنة.
إذًا هناك 3 اتجاهات؛ الأول: هزيمة ساحقة والانضمام للغرب والتبعية له، لأحصل على نفس المكاسب، الثاني: اتجاه المقاربة وهذا أخذ عدة عقود من عمر الأمة، والثالث: المقارنة؛ ففيها صارت الثقة بالنفس أكبر قليلا، وتجاوزناها في الستينيات، وفي السبعينيات تحدثنا عن "صحوة إسلامية" ودخلنا مرحلة تجاوزت فكر الاندماج والمقاربة والمقارنة ووصلنا إلى عملية توليد؛ هل نستطيع أن نولد لأنفسنا من تراثنا وتاريخنا وهداية الله - جل شأنه - مشروعًا حضاريًّا يعيدنا إلى الصدارة وأن نقود مسيرة العالم لا أن نظل في ذيله؟ في هذه المرحلة جئنا لنقول: ليس عندك تفوق، بل حتى هذا العلم الذي تغلبت به - أيها الغرب - علينا موجود في قرآننا، والقرآن أشار إليه.
ممارسات الإعجاز العلمي
* معظم المشتغلين بما يسمى "الإعجاز العلمي" من غير المتخصصين في علوم الشريعة، وبعضهم جاء من ميدان العلوم الطبيعية، هل يعني لكم هذا شيئًا؟
هم يغلب عليهم "الدعاة"، والداعية محور تفكيره الترغيب والترهيب في الدين فيطرح هذه الأمور في هذا المجال، حيث يرى أن ثقة الناس في الدين، فيظن أنه سيعززها بالعلم. ينبغى أن يكون الداعية حذرًا للغاية. 
ولشيوع هذه الرغبة ولثقة العلماء في أن يُسلم علماء الغرب، أسسوا مراكز للبحث في قضايا الإعجاز العلمي، ولكنها لم تتجاوز ما قلته سابقا، فهناك مراكز في جدة وباكستان ومصر، وكذلك المغرب، ويغلب على هؤلاء - سواء كانت خلفياتهم علمية أو اجتماعية - مسلك الدعاة؛ فالدعوة قاسم مشترك بينهم ويعتقدون أنهم أمسكوا بأقوى سلاح.
نحن علينا أن نركز في الدعوة على القصص وكيف يبني العمران، والتزكية وكيف تغير علاقات الناس وتنظم الحياة، وكذلك في قراءة الكون والطبيعة والحث على العلم والتعلم ليكون لدينا علماء يتفوقون على الغرب الخ.
فمثلاً بُحث لمدة سنة لإثبات حديث الذبابة، فماذا حدث؟ هل سيتوقف الكفر؟! هذا عقل دعوي يهتم بالكمية لا النوعية، فالثقافة والعلم تجاوزا الكم إلى النوع. مثل قوله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَّكُن مِّنْكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ" ( 65 – الأنفال )
الآن من الذين لا يفقهون: نحن؛ لأننا لا نفقه الطائرة ولا الدبابة، لا نعرف كيف نخرج من المقدمة للنتيجة، فماذا يحدث؟ نحن لا نفقه. لماذا نُهزم؟ لأننا لا نفقه، عندما كنا نفقه وهم لا يفقهون كان الواحد يغلب عشرة، فهذا الموضوع ينبغي أن نكون شديدي الحذر تجاهه، وإذا أراد داعية أن ينبه لشيء فلا يتحدث عن حديث الذبابة ودراسة في الذبابة، ولم يهتم ببحث كيف يعود الناس إلى دينهم وكتاب ربهم، ما رأيت جامعة تنفق لتجنّد باحثًا لبحث كيف نعيد الناس للقرآن والسنة والسيرة النبوية، بعد هذه القطيعة بينهم وبين مسار الهداية، أصبحنا مثل الحمار يحمل أسفارا لا نفقه شيئًا، نعم عاد الناس للحمارية .. ألا تستحق تلك الأمور أن نوجه البحوث إليها بعيدًا عن الذبابة وحبة البركة؟!.
* لكن الممارسات لم تقف عند منطق الدعوة فقط، بل تعدته إلى المعالجات الطبية!
لا أعترض أن يكون هناك أطباء يعالجون بالرقية مثلاً .. لا توجد مشكلة، ولكن أن تحول إلى تيار أو علوم نكتفي بها فهذا هو المرفوض.
القرآن علمنا منطقًا للنظر في الطبيعة، فلو أخذنا منه - منذ البداية - ربما لم نكن تأخرنا كل هذا، وهناك منهج النظر في الطبيعة لا أن نُدخِل القرآن المختبر، أو نجعل القرآن كتاب علم أو صناعة، هو كتاب الكون وكتاب توجيه ووحي.
* بالعودة إلى الممارسات الدعوية في هذا المجال، نجد أن لها نظائر في السياق الغربي، مع فارق أنهم يتحدثون هناك عن الإعجاز العلمي في الكتاب المقدس. كيف تنظرون إلى ذلك؟
بالنسبة لهم .. عندهم عقدة، من يوم أن بدأ عصر النور دخلت الكنيسة في صراع مع العلماء فحبست وسجنت، فهدف المنصر هو أن يقول: لستُ المنصر القديم الذي قتل العلماء، أنا أحترم العلماء.
أيضا هم عندهم قساوسة اتجهوا اتجاه تفسير بعض القضايا العلمية من الكتاب المقدس على سبيل الإعجاز كما يسمونه، وفي الحقيقة الأشياء التي أوجدت هذا الاتجاه هي الداروينية؛ فعندما أسس داروين نظرية التطور وأدركوا أن نظرية التطور تتناقض مع الخلق أسسوا نظرية الخلق؛ لشعورهم بخطورة نظرية داروين على عقيدتهم وعلى الإنجيل، إلا أن بعضهم بالغ في هذا الأمر، وهؤلاء لم ينجزوا شيئًا؛ فهناك حركة في أمريكا تتبنى فكرة الخلق، وجامعات كثيرة قائمة على ذلك، وارتضوا بالكتاب المقدس منهجًا لتدريس العلوم، وزرت بعض هذه المراكز ولكن بعد ذلك كيف نصّروا المعرفة، وكيف جعلوا الفيزياء نصرانية على سبيل المثال؟!
التطور الآخر لما رأوا الجريمة كثرت تحدثوا عن عظمة الوصايا العشر، وجرى جدل كبير جدا حول: هل يجوز تدريسها في الثانوية؟ وبعض الولايات درست الوصايا العشر كقضايا أخلاقية أكثر منها دينية، والبعض رفض ذلك لولائه للعلمانية.
* نجد أن بعض المتخصصين في العلوم الطبيعية – كالدكتور زغلول النجار - هجر تخصصه واشتغل بقضايا الإعجاز العلمي، وأصبح هناك ارتباك في توصيفه: هل هو باحث في علوم الأرض أم داعية يمارس الإعجاز العلمي؟ وشتان بين التوصيفين. كيف ترون هذه الهجرة؟
فلنضرب مثلا بزكي نجيب محمود. لا يخالفنا أحد في أنه من أعلام القرن الماضي في الفلسفة، ولكنه كان من أولئك الفلاسفة الذين يتبنون الوضعية المنطقية وانقطع عن الإضافة إليها، فكل إنسان له قدرات وطاقات ويمكن أن يتوقف بعد فترة.
والعالم حينما يقف عند مستوى معين، خاصة عندما يترك تخصصه ويذهب للدعوة ويتحول إلى خطيب وداعية لن يخدم الإسلام في تخصصه. هؤلاء يبلغ عليهم أنهم دعاة، ولكن كلاً منهم لو بقي في علمه لكان أفضل للإسلام والمسلمين.
والشيخ زغلول النجار "داعية" له كتابات في الصحف ومناقشات في المؤتمرات، وأنا أرجو أن أقول له: متى كان عهدك بتخصصك الجيولوجي؟ فمنذ 30 سنة كنا في السعودية معًا وكان يدرس ثقافة إسلامية، وترك الجيولوجيا عندما بدأ بالدعوة، والخزينة السابقة في الجيولوجيا يتحدث فيها حديثًا شيقًا لطيفًا لفئات معينة من المتعلمين، ولكن ما مدى تأثيره؟.
أما مسألة الإعجاز العلمي تلك فيجب أن نتمهل فيها لئلا نغرق. فهي شكل من أشكال الدعوة، والدعوة محمودة ومطلوبة، ولكن بعيدا عن الظواهر السلبية التي ينتجها عمل القصاصين وملفقي الأحاديث الضعيفة ممن كذبوا على الرسول وأصحاب الخرافات والإسرائيليات.
* يقول أصحاب الإعجاز العلمي في قوله تعالى: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ : إن الذرة هنا هي بمصطلح العلم أصغر وحدة في المادة. هل ترون في هذا خروجًا على المعجم اللغوي للقرآن لأجل موافقة العلم؟ أم هذا هو معنى الذرة؟
لو قصد هذا القصد لكان القرآن خطابا لهم، والعربي في معهوده يعرف أن الذرة أصغر شيء في أفعاله، ولا أستطيع أن أقول إن المعنى لا يحتمل هذا، فالقرآن مطلق والمطلق يحمل معاني كثيرة، وهذه المعاني تتكشف عبر العصور، نعم من الممكن أن يكون هذا ما يشتمل عليه السياق، أما التفسير فبالعمل. أي .. أي شيء تعمله عليه حسابه، وهذا يعلمنا المسئولية الأخلاقية وأننا مسئولون عن أي فعل حتى لو كان بحجم الذرة.
* فسّر بعضٌ آخر قوله تعالى: (وإذا العشار عُطِّلت) بأنه تنبؤ باختراع وسائل الانتقال الحديثة واستخدامها بدلاً من الإبل. ما تعليقكم؟
العشار كانت أثمن شيء عند العربي الذي يخاطبه القرآن: حتى هذه العشار ستهملها ولن تنظر لها. ثم من قال: إنها عطلت عن العمل! لا .. لم تعطل ولكن قل استخدامها، فهذا لوي للنصوص، وهذا ما نخافه. والآفة من هذا المسلك أنه يسقط ثقافة العصر على القرآن، فالقرآن الكريم يمكن أن يتقبل شيئًا من هذا كاحتمال، لكن لا أستطيع أن أقدم تفسيرا وأقول: هذا المراد وفقط؛ فالقرآن مكنون ومطلق ويتكشف عبر الزمان عن معان مختلفة، فلو عندي باحث جيد وأعطيت له آية وقلت: انظر فيها كيف فهمها الصحابة وتتبعْها في عقل كبار التابعين وهكذا حتى عصرنا الحالي لجمع لي مجلدات في آية واحدة وحسب الثقافة والمعرفة.
ولكن تبقى أقوالنا نسبية ويبقى القرآن مطلقًا متعاليًا عليها كلها، سيدنا على يقول: "إلا فهما يعطيه الله عبدا من عباده"، فالقرآن لنا ولكم وليس لأحد على وجه الخصوص، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ما الذي يجب فعله؟
* إزاء هذه ممارسات الإعجاز العلمي "الدعوية"، ما الذي يجب علينا فعله؟
أنا متى أحترم منهج هؤلاء؟ عندما أجدهم قادرين على إيجاد "بدائل علمية"، متى صار العالم المسلم يثبت تألقه وقدرته خارج بلاده كداخلها.
يجب أن نصحح مشكلات العلم المعاصر، وأن نخرج العلوم الطبيعية من الأزمات الفلسفية لأن العقل الغربي يرى أن الخلق قائم على أمرين: الإنسان والطبيعة، ونسي الباري سبحانه وتعالى؛ فلو أردنا حل أزمة المنهج العلمي علينا أن نعيد للفكر الإنساني الجدل بين تلك العناصر الثلاثة، فمنهج العلم يقول: إذا اتحد المنتج يجب أن يتحد الناتج، وإذا تعدد المصدر أو المنتج يجب أن تتعدد المنتجات؛ لأن هذا طبيعي؛ هو جدل بين الإنسان والطبيعة.
لكن انظر إلى قوله جل شأنه: "وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " ( 12 – فاطر ) فالمصدر مختلف، ولكن الناتج واحد. هل يمكن أن يختلف السمك الذي ينتج في البحر عن السمك في النهر؟ طبعا لا، سواء من النهر أو البحر الطعم واحد، كذلك حركة السفن مع أن الكثافة مختلفة بين المالح والعذب، ومع ذلك تحمل السفن كلها وكذلك اللؤلؤ. إذن يمكن أن يختلف المصدر ويتحد الناتج إذا كانت هناك قوة ثالثة غير الانسان والطبيعة. 
في سورة الرعد "وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وغَيْرُ صِنْوَانٍ يُّسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (4 – الرعد).
عندك البرتقال والتفاح والتمر –التربة واحدة والماء واحد والناتج مختلف– "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ" ( 27 – فاطر).
هذه الإشارات العلمية حتى نتعلم خشية الله ونتعلم الإيمان بالله تبارك وتعالى وتقوى الله. الطريق الوحيد لتصحيح المنهج العلمي لدينا وتوقف العلوم الطبيعية عند هذا الحد عند علماء الغرب هو تفكرنا وتذكيرهم بعنصر ثالث، أغفلناه ونسوه وهو الله الخالق الباري؛ هو الغيب، فالفعل الإنساني حاصل تفاعل بين العناصر الثلاثة: الغيب والإنسان والطبيعة.
العناصر الثلاثة عندما ننظر إليها ستكتمل الصورة، ولن تجد أي خطأ، بل لن تجد أي قصور. فالعلم الغربي إذا ظل مصرا على إنكار الغيب فلا معنى سوى أن تتحول البشرية للخرافة وهذا يحدث بالفعل في الغرب ونحن المسلمين نائمون نقول بالإعجاز العلمي.
نحن قراء جيدون للقرآن، علينا أن نخرج علماء الغرب من كبوتهم والعلوم الطبيعية من أزمتها وتوقفها ونعطيها آفاقا جديدة، وهذا ما لن نملكه إلا بالتفكر الحقيقي في القرآن؛ الكتاب الكوني الوحيد على وجه الأرض الذي نقرؤه بمنتهى الأسف قراءة عادية عابرة.


تاريخ النشر : 25-03-2007

6178 : عدد القراءات


يلفت موقع الملتقى الألكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.


 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية   l   دراسات قرأنية   l   دراسات حديثة   l   الفقه و الأصول   l   العقيدة و الكلام   l   فلسفة التجديد

قضايا التجـديـد   l   إتجاهات الإصلاح   l   التعليم و المناهج   l   التراث السياسي   l   الدين و الدولة   l   الحقوق و الحريات

مفاهيم و مصطلحات   l   الإسلام السياسي    l    الظاهرة الدينية   l   فلسفة الدين   l   فلسفة الأخلاق   l    قضايا فلسفية

المـــرأة و النسوية   l   الإسلام و الغرب    l   عروض و مراجعات   l   إصدارات   l    حوارات و شخصيات   l    مـؤتـمـرات و متابعات

جديد الملتقى   l   سجل الزوار   l    رأيك يهمنا   l   اتصل بنا

   ©2024 Almultaka  جميع الحقوق محفوظة 

Designed by ZoomSite.com