العنوان الأصلي للمقال
Les élèves apprécient la religion à l’écoleبرنارد كورس
الدورية الفرنسية لاكروا 25 سبتمبر 2008
بحسب تقرير كشفت عنه صحيفة " لاكروا" فإن الشباب الفرنسيين مع إجراء تعليم عن الظاهرة الدينية في المدرسة وغالبيتهم مع احترام التعدد ومع علمانية منفتحة.
في عام 2002 كان تقرير "دوبرييه" قد دعا إلى إعادة تعبئة النظام التربوي في ميدان العلمانية وتعليم الظاهرة الدينية والآن أين نحن بعد ست سنوات من هذا التقرير؟
لقد تم اعتماد نصين كبيرين هما القانون المتعلق بالإشارات والرموز الدينية في مارس سنة 2004 ثم القرار الصادر في جوييه سنة 2006 الذي أدخل رسمياً تعليم الظاهرة الدينية في القاعدة المشتركة التي يتوجب على كل تلميذ أن يلم بها.
هذا فيما يتعلق بالتغييرات ولكن هل واكبت العقليات هذه الثورة؟
بمناسبة ندوة نظمت اليوم في باريس فإن مدير المعهد الأوروبي للعلوم الدينية (IESR)جان بول ويليم يقدم لنا النتائج الأولية فيما يتعلق بفرنسا لتحقيق أوروبي عن رأي الشباب في أعمار 14 ـ 16 سنة حول هذا الموضوع.
ألف طالب من طلاب الصفين الثاني والثالث الثانوي في التعليم العام والتعليم الخاص الخاضع لعقد مع الدولة قد تم استجوابهم في بداية السنة.
إلى حد 68 % من هؤلاء اليافعين يقولون إنهم يتلقون في المدرسة معارف عن مختلف الأديان. وغالبية كبيرة منهم تعتبر أنهم يحصلون منفعة من هذه المعارف؛ حيث إن 70 %من الطلاب يظنون أن التعليم عن الأديان يساعد على العيش المشترك و57 % يؤكدون أن هذا يعين على فهم الأحداث والوقائع الحالية.
من جهة أخرى فثمة شعور مشترك بين قسم كبير منهم يشير إلى أن الاختلاف بين الشباب مع الدين أو بدونه ليس ذا أهمية كبيرة.
معارف موضوعية
الخيار المأخوذ به في فرنسا عن تعليم ديني ممتد ومتجاوز لمواد متعددة يبدو أمرا موافقاً عليه؛ ذلك أن ثلث الشباب المستجوبين فقط يرغبون بدروس مخصصة للدين، أضف إلى ذلك أن 63 % من الطلاب يعتبرون أنه يجب على التعليم بشكل أولوي أن ينقل معارف موضوعية عن الأديان.
فيما يتعلق باحترام العلمانية 78 % من الطلاب الفرنسيين المستجوبين في هذا التحقيق الأوروبي يعتبرون أنه يجب أن يكون ممكناً ارتداء وحمل رموز دينية مستورة و17 % فقط مع تمكين الطلاب من ارتداء رموز دينية أكثر ظهوراً. إذا كان الشباب والحالة هذه مصادقين على قانون عام 2004 الذي يحظر الإشارات والرموز الدينية الظاهرة فإن الشباب في المقابل يبدون منفتحين على بعض التنطيمات والترتيبات المتعلقة بأمر الدين. فعلى سبيل المثال فإن 61 % منهم يعتبرون أن التعليمات الدينية الغذائية يمكن أن تكون مأخوذة بالاعتبار في المدرسة.
إذن فيما يخص سؤال التعليم الديني وأنظمة العلمانية فإن الطلاب الشباب يبدون متوافقين مع الثورات الحديثة. " إن رأي الشباب الفرنسيين يظهر بداية روحاً عالية من التسامح تجاه التنوع الديني ـ كما يعلق جان بول ويليم ـ لكن هذا الإحساس الإيجابي تجاه الظاهرة الدينية يجب إعادة وضعه في حيز نسبي لأن ثلث الطلاب فقط يعتبرون الدين موضوعاً مهماً.
انقباض في وسط المعلمين
شباب منفتحون وفضوليون لكن متباعدون باعتبار شخصي. يشير التحقيق بتباينات قريبة إلى أن آراء طلاب التعليم الخاص الخاضع لعقد ) والذي 90 % منهم كاثوليك( والتعليم العام هي آراء قابلة بشكل كبير للمقارنة.
حالة الرأي الشبابية هذه مشجعة للمعهد الأوروبي للعلوم الدينية فمنذ ست سنوات وهذا المعهد يحاول أن يدفع بعجلة تعليم الظاهرة الدينية على الرغم من المقاومات من وسط لا يمتلك ثقافياً خبرة ولا معرفة بالسبب، حيث إن كل جدل جديد ـ كذلك الذي أعقب طروحات رئيس الدولة عن العلمانية الإيجابية ـ يثير فوراً انقباضات في وسط المعلمين.
لكن بالنظر إلى الشوط الذي تم قطعه فإن جان بول ويليم متفائل؛ حيث إن ال (IESR) قد ضاعف الحلقات الدراسية والمحاضرات ودروس المساء، بالإضافة إلى أنه نظم مسارات لتبادل المعلومات مع عدة معاهد جامعية مسؤولة عن معلومات الأساتذة (IUFM).
دومينيك بورن العميد السابق لهيئة التفتيش العام والذي يرأس حالياً المعهد الأوروبي للعلوم الدينية قد بدأ التركيز منذ شهور على معلومات أساتذة المدارس. وفي هذا الإطار سوف يتم نشر العديد من الوسائل التربوية في عام 2009 وخصوصاً تلك المتعلقة بـ " قصص الخلق والتكوين" في الأديان الكبيرة.
الندوة المنظمة اليوم بباريس ستكون مناسبة لمقارنة التجربة الفرنسية بمثيلتها لدى الجيران الأوروبيين. بالمحصلة أياً كان النموذج المختار، فإن مقاربة الأديان في المدرسة أصبحت موضوع الساعة في جميع بلدان القارة. " في كل مكان هناك ثورات وأحياناً صراعات كما هو الحال الآن في إسبانيا" كما يلاحظ جان بول ويليم.
فرنسا بدت حتى الآن معزولة بمقاربتها عن تعليم الأديان لكن منذ تقرير "دوبرييه" سنة 2002 الذي يرسخ مفهوم " الظاهرة الدينية" فإن النظام الجمهوري بات مهتماً.
يلفت موقع الملتقى الألكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.