آخر تحديث للموقع

 2022-08-20

 
Facebook Twitter Rss

النص والتراث  .  دراسات قرآنية

دراسات حديثية    |    الفقه و الأصول    |    العقيدة و الكلام

  •     

الميثاق في القرآن الكريم: دراسة مصطلحية وتفسير بنائي

محمد الغرضوف


يستعرض الباحث في هذه المساهمة أهم وأبرز القضايا والمقاربات التي ضمنها بحثه الموسوم: "الميثاق في القرآن الكريم: دراسة مصطلحية وتفسير بنائي". وهذا البحث هو في الأصل رسالة تقدم بها الباحث لنيل لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة تخصص: "الفكر الإسلامي وحوار الأديان والحضارات" بكلية الآداب، بني ملال، المغرب.

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، الذي يحب التوابين ويحب المتطهرين، والصلاة والسلام على رسول الله، خاتم النبيئين وسيد المرسلين، والهادي إلى سبيل الرشاد كل من اقتدى بهديه من العباد إلى يوم المعاد.
أما بعد،

فيقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله:
"اَلذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقه" [سورة البقرة / الآية: 26].
إن هذه الآية تعكس أحد أهم المواضيع القرآنية التي التبست من الناحية الاصطلاحية حتى على بعض المفسرين وهو موضوع الميثاق الذي شكل ثقله الاصطلاحي والمفهومي حيزا مهما في الدرس القرآني، ونحن في هذا المقام نريد إيراد إشارات هي غيض من فيض لبعض ما يوحي إليه المصطلح من نظام مفهومي متكامل يعنى ببناء الفرد والأسرة والمجتمع والعلاقات الإنسانية على مستوى الأمم. بالإضافة إلى ذلك؛ فموضوع الميثاق بما يحمله من هذه الأهمية وهذا الثقل المفهومي يحتاج إلى أكثر من منهج معرفي لتحليله واستخراج دلالاته وهذا ما حاولنا القيام به في هذه الرسالة؛ لهذا سنكتفي هنا بإيراد أهم الخلاصات التي توصل إليها البحث بهذا الخصوص.

هناك ثلاث عناوين أساسية تؤطر موضوع الميثاق في القرآن وهي: 
أ‌.الميثاق القرآني مفهوما إسلاميا.
ب‌.بناء علاقة الميثاق بأسرته المفهومية على أساس الخصوص والعموم.
ج.البعد التكليفي والحجاجي للميثاق القرآني.
أ. الميثاق القرآني مفهوما إسلاميا

ينطلق هذا العنوان من تصور مفاده أن مقاربة المفاهيم ذات المرجعية القرآنية يجب أن تبنى على ضوء الأسس المرجعية التي من شأنها إضفاء الطابع الإسلامي عليها منهجيا لا فقط موضوعيا، فليس كل مصطلح ذكر في القرآن أو السنة يمكن أن نطلق عليه صفة المفهوم الإسلامي بمعنى ذلك التركيب النظري المؤسس لنظرية القرآن في هذا الموضوع أو ذلك، لهذا كانت مقاربتنا لإسلامية مفهوم الميثاق القرآني تنطلق من ثلاث عناصر أساسية هي بمثابة مؤشرات لبناء المفهوم الإسلامي أو اختبار صلاحيته كمفهوم.
ـ مؤشر المنسوب الكمي للمصطلح في اللغة والقرآن

وهو مؤشر يرصد من خلال النظرية العامة للاشتقاق (بالتفصيل الذي بيناه في البحث) مدى أهمية هذا المصطلح وحجم وروده مما يعكس حجم حضوره في سياق التداول المفاهيمي للمصطلحات في القرآن الكريم، وقبله في اللسان العربي، وبينهما بطبيعة الحال خصوص وعموم وتكامل في جوانب، واستقلال في جوانب أخرى، وقد خضع مصطلح الميثاق لمقتضيات هذا المؤشر وأبانت النتائج المحصلة تبعا لذلك على أهمية هذا المصطلح وقوة حضوره وحجمه وثقله؛ الشيء الذي يستدعي إعادة استخدامه في التداول الثقافي الإسلامي فنتحدث عن ميثاق تربوي، سياسي، اقتصادي، اجتماعي، عبادي ... الخ، لكن لا كمصطلح يلفظ أو عنوان يكتب فقط، وإنما كمفهوم عملي ذو أبعاد عقدية وتشريعية ملزمة. 
وعموما يمكن تصور المنسوب الكمي للمصطلح على شكل الهرم الدلالي التالي:

هرم المنسوب الكمي للمصطلح في بعديه اللغوي والقرآني
ـ مؤشر المنسوب الدلالي للمصطلح في اللغة والقرآن

وهو مؤشر يرصد من خلال شبكة الدلالات اللغوية المعجمية، ومن خلال شبكة الدلالات التفسيرية المستأنس بها في هذا الإطار ومن خلال إعمال نظرية السياق في الدلالات القرآنية سواء السياق العام أي: الموضوع العام للسورة وما تعالجه من قضايا أو السياق الخاص أو التداول الجزئي للآيات في فقراتها الموضوعية، وهنا يحضر التفسير البنائي بوجهيه التفكيكي والتركيبي كمنهج فاعل في إبراز واستخلاص مؤشر هذا المنسوب الدلالي، وقد خضع مصطلح الميثاق بدوره لهذا المؤشر مما جعلنا نستخلص معاني ودلالات كثيرة شحت عنها التفاسير التاريخية والمعاصرة عن ذكرها -على أهمية ما جاءت به من دلالات والتي تمت الاستفادة منها- إلا أن الحصيلة الدلالية انطلاقا من هذا المؤشر كانت أشمل وأعمق.
ـ مؤشر الخصائص والصفات

افترضنا في هذا البحث أن أي مصطلح يراد منه أن يكون مفهوما إسلاميا يجب عليه أن يخضع لأسس مرجعية تقوم إسلاميته ومدى انسجامه أو لنقل مدى انطباق هذه الأسس عليه، وهو ما أصبح يعرف بالخصائص العامة للإسلام كما تحدث عنها سيد قطب والشيخ يوسف القرضاوي، حيث انطباق خصائص الربانية والوسطية والواقعية والإنسانية والشمول وغيرها على مصطلح الميثاق والتي كانت بمثابة صك اعتراف على أن مصطلح الميثاق كان مفهوما إسلاميا بامتياز، لكن بمراعاة خصوصية المصطلح اقترحنا ما سميناه بالخصائص الخاصة وهي تلك الخصائص التي يتميز بها مصطلح الميثاق دون غيره من المصطلحات كخاصية القوة، مثلا، استيعابا وتأكيدا، وإذا كان القصد من إبراز الخصائص الخاصة أو الصفات هو إعطاء بطاقة تعريف تحدد هوية المصطلح؛ فإن القصد من ذكر الخصائص العامة هو إبراز خاصية التوحيدية في مفاهيمنا الإسلامية إذ ليست مفاهيمنا جزر أرخبيل كما هو الشأن في جغرافيتنا السياسية أو جغرافيتنا الفكرية، لهذا كانت الدعوة إلى توحيد المفاهيم بإخضاعها للأسس المرجعية الكلية ضرورة منهجية وضرورة فكرية في تأسيس خطابنا الإسلامي على المستوى الثقافي أو البناء الحضاري.

كما اجتهد البحث في مبحث الصفات أن يستثمر بعض المعطيات اللغوية في استنباط قواعد أصولية جزئية جديدة من شأنها أن تغني الدرس الأصولي مثل ما استنتجناه بخصوص صفة الغلظة أو تركيب :"العروة الوثقى" حيث تمت على سبيل المثال ملاحظة ما يلي:

-الوثقى من الناحية الإعرابية ورد نعتا ، وبالتالي ينطبق عليه ما أشرنا إليه سابقا في نعتية صفة الغلظة ؛ أي حصر الصفة المذكورة والقصد الإلهي بخصوصية هذه الصفة.

-ومن الناحية النحوية؛ الوثقى اسم تفضيل مؤنث للأوثق وورودها بهذه الصيغة دال على الأفضلية فيما يرتبط بطبيعة الالتزام الشرعي المطلوب من المكلف وبالتالي فالعروة الوثقى أرقى ما يتمسك به المكلف المؤمن الذي يريد وجه ربه، فهذا الوصف من حيث تحقق مناطه على مستوى طبيعة الالتزام يعني الولاء المطلق لله بنبذ كل ما عداه، واتخاذ لا إله إلا الله منهج حياة، بالإضافة إلى الإحسان في العبادة لا مجرد فعل العبادة. كما يلاحظ على تركيب الأفضلية هنا غياب ذكر للمفضول مما يدل على إطلاقية التفضيل وقصد الشارع في طلب هذا النوع من التكليف الشرعي على سبيل الإلزام والحتم.

وهكذا تضافرت هذه الخصائص اللغوية فيما يرتبط بالصفات الخاصة بمصطلح الميثاق، سواء من حيث كونه موصوفا أو واصفا؛ وذلك للدلالة على أن الصفة في القرآن لأي مصطلح لا تأتي عبثا أو من قبيل الاستطراد البياني حيث الإطناب والحشد الزائد، وإنما خصوصية الصفة من حيث ثبات الصيغة وخصوصية الظواهر اللغوية المرتبطة بها دالة على قصدية القرآن في تحديد هذه الصفة أو تلك بالذات لأغراض معنوية تفيد تكليف شرعي معين، وأهم ما يمكن استخلاصه في هذا الإطار هو ضرورة توجيه الدرس البياني في القرآن من مجرد بيان الإعجاز البياني أو الجمالي إلى إدراك البعد التشريعي التكليفي من خلال تفكيك هذه الخصوصيات البيانية واللغوية واستخلاص مقاصدها لاستنباط الحكم الشرعي المراد تبليغه من خلال هذه التراكيب؛ فصفة الغلظة لا تعني شيئا آخر سوى قصد الشارع في إعطاء المكلف كامل اهتمامه وعنايته بالتكاليف الشرعية التي جاء ذكر صفة الغلظة عقب مفردات ذلك الميثاق، بل صرامة الصفة وشدتها دالة على طلب الجدية التامة من المكلف في التعامل مع الميثاق، كما أن صيغة الأفضلية دالة على قصد الشارع في طلب المكلف على سبيل الإلزام في ممارسته للتكليفات الربانية وفق الشروط والخصوصية والكيفية التي جاء السياق التكليفي بها، فكل هذا لا يعني جواز الأخذ بالأفضل أو للمفضول على سبيل التخيير المرتبط بمزاج وهوى المكلف؛ وإنما المطلوب الأخذ بالأفضل؛ لأنه هو الذي ترتب عليه حسب سياق الآيات السابقة الذكر الجزاء والثواب من الله.

وعلى هذا الأساس يمكن استنتاج انطلاقا من هذه المؤشرات البطاقة التالية كتعريف لمفهوم الميثاق إسلاميا على ضوء القرآن الكريم وذلك من خلال الجدول التالي: 
مؤشرات الحضور المؤشر الكمي لغة %56,56
قرآنا مكيا 8,50%
مدنيا 23,50%
حسب السور 11,40 %
المؤشر الدلالي لغة الائتمان، القوة، الثبات، الإحكام، الربط، الشد، العهد، الحلف، العقد، التأكد، التكتل، القوة، الشدة.
قرآنا فعل التأكيد، صفة التوكيد، العهد، العلاقة بين الزوجين، العقد، الإيمان، العلم، البيعة.
التعريف الميثاق: هو عهد مؤكد بأحد المؤكدات كاليمين أو غيره ويشمل أيضا كل التزام مؤكد خاص في مجاله التداولي الخاص.
الخصائص والصفات الخصائص العامة الربانية، الوسطية، الواقعية، الإنسانية، الشمول، الوضوح، الثبات، التطور.
الخاصة -خاصية القوة.
-دوره في خدمة المقصد العام من السور.
الصفات موصوفا صفة الغلظة
واصفا الميثاق كصفة للعروة (صفة الوثقى).


ب. بناء علاقة الميثاق بأسرته المفهومية على أساس الخصوص والعموم

من ثمرات هذا البحث تحديد بشكل دقيق علاقة مصطلح الميثاق بأسرته المفهومية ورصد جوانب الخصوص والعموم في هذه العلاقة، انطلاقا من إعمال أولا تلك المؤشرات التي أعملناها على الميثاق في تفكيك كل من مصطلحي العهد والعقد واللذين يعتبران بحق أهم وأقوى مصطلحين في شبكة العلاقات مع الميثاق، ولاشك أن تفكيك هذين المصطلحين كميا ودلاليا أفضى إلى تحديد هذه العلاقة وفق مؤشرين.
ـ العلاقة على ضوء مؤشر الشمول والعموم

ويمكن تصورها على شكل الهرم التالي: 

فالعهد أشمل من الميثاق والعقد والميثاق أشمل من العقد.


ـ العلاقة على ضوء مؤشر الإلزام والمسؤولية

ويمكن تصورها على شكل الهرم التالي: 

فالإلزام في الميثاق أكبر منه في العهد لكن الإلزام في العقد أكبر منه في العهد والميثاق معا.

عدا هذه العلاقة هناك أوجه اتفاق وأوجه افتراق بين المصطلحات الثلاثة تكفل البحث بتفصيل مفرداتها وعموما فـ :
ـ العهد: وعد أو وصية بالالتزام.
ـ والميثاق: تأكيد وتثبيت لهذا الالتزام.
ـ أما العقد: فإبرام إلزامي له بما لا مجال للتنصل من استحقاقاته.


ج. البعد التكليفي والحجاجي للميثاق القرآني

عكس فصل "ضمائم مصطلح الميثاق في القرآن الكريم" أبعادا تكليفية وحجاجية لهذا الميثاق، تشكل في الحقيقة وجها عمليا لهذا المفهوم في حركة الإنسان (= المكلف) أو الإنسان (= المُحَاجَج) في هذه الدنيا؛ فالبعد التكليفي كما تجسد في ميثاق الله أو النبيئين أو عموم المكلفين القصد منه التذكير بما على المكلف من واجبات وحدود يجب تحت عنوان التكليف مراعاتها والحرص عليها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ فإن الطابع التكليفي الذي ورد ذكره ضمن سياق الحديث عن الأنبياء أو المبايعين الأوائل للرسول ـصلى الله عليه وسلمـ من الصحابة، تعكس معنى جديدا لخطاب التكليف الإلهي للعباد بما يجعل منه التزاما وارتباطا قويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبكل ما تعكسه من جوانب أخرى لهذا الارتباط كالعامل النفسي (= أي العلاقة المبنية على الحب والأخلاق)، أو العامل الاجتماعي (= أي العلاقة المبنية على حركة الأمة مجتمعة في تدافعها القيمي)، أو العامل التربوي (= أي العلاقة المبنية على التربية على أساس الترغيب والترهيب والاعتبار، ترغيب في الجنة وترهيب من النار واعتبار مآل الضالين والمغضوب عليهم من اليهود والنصارى).

أما البعد الحجاجي فقد تجسد في الوقوف في محطات كثيرة تحت عنوان نقض الميثاق على نموذج بني إسرائيل ونموذج النصارى من أهل الكتاب حيث كانت لهم تلك المواقف المخزية من الميثاق الإلهي والميثاق الديني النبوي؛ فالميثاق عند إبرامه مع أي كان يصبح حجة على المتعاهدين عليه في الدنيا والآخرة وعلى هذا الأساس يترتب على هذا الالتزام استحقاقات سواء استحقاقات الوفاء التي يختزلها عنوان الترغيب أو استحقاقات النقض التي يختزلها عنوان الترهيب، أما نحن معشر المسلمين فالحجة علينا من خلال معرفة هذه الأصناف تحت عنوان الاعتبار: "فَاعْتَبِرُواْ يَـأُولِي الاَبْصَارِ" الآية.

وفي هذه النقطة انطلاقا من الخلفية التربوية التي بنيت عليها هذه الأبعاد التكليفية والحجاجية للميثاق يمكن أن نؤسس لعلاقتنا الإنسانية ضمن مجال العلاقات الداخلية أو العلاقات الخارجية على هدى من هذا المفهوم بما يضمن من تطبيق ونجاح أكبر لهذه الالتزامات.
خاتمة

يعكس البحث في موضوع الميثاق في القرآن الكريم في الحقيقة إشكالا مركزيا ضمن مجمل إشكالات المفاهيم القرآنية، وهو إشكال المنهج الكفيل باستخراج المفاهيم القرآنية بالشكل الذي يعكس القدرة الاستيعابية والقدرة التأطيرية للقرآن بالنسبة لكل المفردات التي تتحرك في الواقع البشري. ولعل مقاربة هذا الإشكال بمنهج الدراسة المصطلحية المطعمة بالمنهج البنائي في التفسير وفق نظرية الوحدة البنائية للقرآن التي طبقناها في هذا البحث من شأنها أن تحل جانبا من هذا الإشكال. يبقى في الأخير الإشارة إلى أن سؤال المنهج وإن كان سؤالا في الوسائل، فهو حديث بالضرورة في صلب المقاصد، إذ هما وجهان لعملة واحدة وهي عملة المفهوم الإسلامي الذي يتطلب بناؤه المنهج الصحيح قبل الخوض في المضامين المتشعبة والمنتشرة على طول الآيات القرآنية الكريمة. وهذا موضوع آخر يستحق إفراده بالدرس والتحليل في غير هذا المقام.


تاريخ النشر : 27-01-2009

6401 : عدد القراءات


يلفت موقع الملتقى الألكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.


 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية   l   دراسات قرأنية   l   دراسات حديثة   l   الفقه و الأصول   l   العقيدة و الكلام   l   فلسفة التجديد

قضايا التجـديـد   l   إتجاهات الإصلاح   l   التعليم و المناهج   l   التراث السياسي   l   الدين و الدولة   l   الحقوق و الحريات

مفاهيم و مصطلحات   l   الإسلام السياسي    l    الظاهرة الدينية   l   فلسفة الدين   l   فلسفة الأخلاق   l    قضايا فلسفية

المـــرأة و النسوية   l   الإسلام و الغرب    l   عروض و مراجعات   l   إصدارات   l    حوارات و شخصيات   l    مـؤتـمـرات و متابعات

جديد الملتقى   l   سجل الزوار   l    رأيك يهمنا   l   اتصل بنا

   ©2024 Almultaka  جميع الحقوق محفوظة 

Designed by ZoomSite.com