آخر تحديث للموقع

 2022-08-20

 
Facebook Twitter Rss

النص والتراث  .  دراسات قرآنية

دراسات حديثية    |    الفقه و الأصول    |    العقيدة و الكلام

  •     

تأويل القرآن وسؤال التاريخ: قراءة في مدونات التفسير الأولى

سامر رشواني


لم يزل الباحثون منذ ما يربو على قرن من الزمان مشغولين، صراحة أو ضمنا، بتعريف الصلة بين الخطاب القرآني وسياقه التاريخي وأثرها في النظرية التفسيرية أو التأويلية([1]). وليس المقصود بالتاريخ هنا ذلك التاريخ الذي يتحدث عنه القرآن ويسميه قَصَصا([2])، وإنما الظروف التاريخية والأوضاع الدينية والثقافية التي رافقت تنزيل القرآن أو كانت سائدة إبان نزوله. وصورة السؤال مفادها: ما هي العلاقة البيانية بين النص القرآني وسياقه التاريخي؟ وما مدى استقلال النص القرآني بالدلالة بمعزل عن سياقه التاريخي؟ فطبيعة السؤال المقصود تأويلية بالمقام الأول، وليست تأريخية.

في الإجابة عن هذا السؤال تفرقت المذاهب بالباحثين طرائق قددا، فبينما تبنى فريق رؤية نصية محضة، ترى النص القرآني مطلقا عن أي اعتبار زماني أو مكاني يحد من عموميته وإطلاقيته الزمانية أو المكانية، وأن سياقَه التاريخي ليس إلا وعاءً ظرفياً لتنزله، ولا يرقى لمرتبة التأثير في معطياته الدلالية أو التأويلية([3]). فإن فريقا آخر بلغ به القول حد النظر للقرآن باعتباره ابن بيئته التاريخية وثقافته ولغته، وأنه وفق ذلك ينبغي فهمه وتأويله، ولئن كان له من معنى متجاوزٍ فحدوده المقاصد الكبرى والمبادئ العامة وحسب([4]). وبين هذين الحدين تنوعت النظريات التأويلية والطرائق المنهجية المقترحة لمعالجة هذه المسألة([5]).

وليس الغرض من هذا المبحث مناقشةَ الأسس المعرفية والأبعاد المنهجية لهذه السؤال، سؤالِ الصلة بين الخطاب القرآني والتاريخ، ولا كذلك تقديمَ قراءة في الطرائق المتشعبة التي سلكها الباحثون في ذلك، وإنما المقصود هنا هو البحث عن جذور هذا السؤال في تاريخ التلقي الإسلامي للقرآن؛ بعبارة أخرى: كيف فهم المتقدمون من المسلمين علاقة القرآن بالتاريخ من حيث هو أحداث ووقائع وظروف حفت بتنزيله وارتبطت به ارتباطا مباشرا أو شبه مباشر، أو من حيث هو أحوال وعوائد وأفكار ومعتقدات كانت سائدة في زمن التنزيل؟ وما هي التحولات أو التطورات التي طرأت على هذا الفهم بعد تأسيس العلوم وتأصيل الأصول، ورسم القواعد في حقول التفسير والأصول وغيرها؟

وإذ تندرج هذه الدراسة في إطار تأريخ الأفكار والمفاهيم، فإنه يجدر التنبيه إلى أمرين: أولهما؛ تجنب إسقاط مفاهيم وإشكالات حديثة النشأة على المدونة التاريخية، بتحميلها ما لا تحتمله من مفاهيم. وثانيهما؛ التحرز عن إضفاء قيمة معيارية على هذه القراءة التاريخية، بغية اتخاذ موقف المتقدمين (السلف) نموذجا يحتذى ويحتج به، بما هو سلفي، على رؤية أو نظرية تفسيرية معينة.

بعبارة أخرى: إن الغاية المبتغاة هي تقديم قراءة حفرية عن جذور التلقي الإسلامي للقرآن في صلته بتاريخه، والتحولات التي طرأت عليه، لعل ذلك يساعدنا على فهم أعمق لتطور النظريات الإسلامية في التأويل، وكذلك فهم جذور الجدل الحديث حول هذه المسألة، وربما أيضا في تجاوز حالة الانغلاق التأويلي التي انتهت إليها مدارس التأويل.

أولا: مظانُّ الكشف عن سؤال التاريخ


الدراسة كاملة في المرفق


تاريخ النشر : 11-11-2016

   تأويل القرآن وسؤال التاريخ-سامر رشواني.pdf

6189 : عدد القراءات


يلفت موقع الملتقى الألكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.


 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية   l   دراسات قرأنية   l   دراسات حديثة   l   الفقه و الأصول   l   العقيدة و الكلام   l   فلسفة التجديد

قضايا التجـديـد   l   إتجاهات الإصلاح   l   التعليم و المناهج   l   التراث السياسي   l   الدين و الدولة   l   الحقوق و الحريات

مفاهيم و مصطلحات   l   الإسلام السياسي    l    الظاهرة الدينية   l   فلسفة الدين   l   فلسفة الأخلاق   l    قضايا فلسفية

المـــرأة و النسوية   l   الإسلام و الغرب    l   عروض و مراجعات   l   إصدارات   l    حوارات و شخصيات   l    مـؤتـمـرات و متابعات

جديد الملتقى   l   سجل الزوار   l    رأيك يهمنا   l   اتصل بنا

   ©2024 Almultaka  جميع الحقوق محفوظة 

Designed by ZoomSite.com